الحياة تتواصل في الخرطوم بهدوء ولامبالاة بعد يوم صاخب دام

الخرطوم – الشاهد
صحت الخرطوم وباشرت حياتها اليومية بشكلها الطبيعي المعتاد صبيحة يوم الاربعاء .. وكأن كل الاقتتال الدامي الذي ظل يجري في عدة مواقع منها لم يكن.
باشر الناس أعمالهم وانسابت حركة المرور في سلاسة ودعة واكتظت الشوارع بالسيارات والسابلة.. والغريب أن أحداث الليلة الماضية لم يكن لها نصيب حتى في أحاديث الناس و”ونساتهم” بالقدر الذي تفرضه التغطية المكثفة للقنوات الفضائية العربية لمجريات الأحداث.
الاستاذ ميسرة عبد الرحمن معلم الكيمياء بالمدارس الثانوية يعزي هذا الهدوء وهذه اللامبالاة إلى أحد سببين… أولهما أنها حرب بين جهتين كلاهما خصم للثورة ولروحها… وذلك على خلفية تأثر الشارع العميق بماساة فض اعتصام القيادة العامة في يونيو الماضي أو للإحساس الطاغي بأن الأمر كله محض تمثيلية سمجة بدليل أن حجم الخسائر في الأرواح كما أعلن عنه لا يتناسب مع حجم النيران ولا مع الساعات الطويلة التي ظل الاشتباك محتدما خلالها… وربط الأستاذ ميسرة بين ما حدث وبين زيارة قرقاش للخرطوم!!!
القيادي والناشط السياسي التجاني صالح يؤكد على ان من الطبيعي أن يكون لوجود قرقاش في الخرطوم قبل ثلاثة ايام “ما بعده” وشدد التجاني على أن محاولات المحاور لإجهاض الثورة بائسة ومنتهية لأن الشارع متيقظ على حد تعبيره ولأن “الثوار واعون جدا”.
وقال التجاني انه علم من مصادره الخاصة أن هنالك عدد كبير جدا من افراد العمليات فارقوا الحياة اثناء الاشتباكات. وتساءل لماذا لم يعلنوا عن خسائر هيئة العمليات؟ وارجح أن تكون تمثيلية بهدف شغل الرأي العام عن قضية المحاسبة في مجزرة الاعتصام
الفاتح الباباي – تاجر بسوق ام درمان – قال للشاهد أن الأمر يبدو أخطر بكثير مما ظهر به على سطح الأحداث طيلة يوم الثلاثاء الماضي وليلة الأربعاء… لاسيما ان صحت التسريبات التي تشير إلى مخطط يشمل كل مقار هيئة العمليات على طول وعرض البلاد لولا أن كثيرين امتنعوا عن التنفيذ في آخر لحظة.
لكن الذي حير الباباي فعلا أن كل الذين التقاهم سواء في المواصلات أو المقاهي والأسواق لم يكونوا يتحدثون حول هذا الأمر نهائيا.. والأدهى أن الحافلات المتجهة إلى الخرطوم ظلت تكتظ عن آخرها بالركاب وكأن هذه الخرطوم لم تشهد بالأمس حربا ذات دبابات واسلحة ثقيلة على حد وصفه!