
استقالة نسيبة وناظم… نفق وشموع
الشاهد – نافذة تحليلية
استقالة ناظم سراج من موقعه الحكومي القيادي على رأس وزارة الرعاية الاجتماعية بولاية الخرطوم ومهما كانت أسبابها ومبرراتها ودواعيها ربما تمثل أكثر حادثة صحيحة ثوريا وسياسيا كانت مفقودة في حكومتنا الانتقالية الحبيبة.. وجودك يا فلان في الموقع الذي فوضتك باحتلاله دماء الشهداء مشروط بخدمتك الخالصة والمخلصة والممكنة للاهداف التي من أجلها اريقت هذه الدماء. وحال لم تكن هذه الخدمة خالصة ولم تكن مخلصة أو لم تكن ممكنة فإن أفضل خدمة تقدمها لهذه الدماء ولتلك الأهداف الزكية هي أن تترجل مبتسما وصافي النية. شكرا ناظم سراج انك فتحت باب الفعل الثوري الصحيح المفتقد في هذه اللحظة الثورية النوعية. وفيكم الخير يا حكومة الخير. مين يزود؟
شئ مماثل يمكن أن يقال بالنسبة لاستقالة المناضلة والناشطة المتميزة بحزب المؤتمر السوداني الأستاذة نسيبة مسيك التي لم تقل بذلا ولا عطاء ولا تضحية ولا مخاطرة ولا اعتقالات من قادة الحزب الآخرين والتي أثرت الاستقالة بهدوء من عضوية الحزب بدون ضجة ولا خطابات عاطفية كذوبة مطولة ولا ادعاءات ولا عنتريات ولا اي درامات… كتبت بهدوء : بعد سنوات من العطاء داخل أروقة حزب المؤتمر السوداني اليوم أودعت استقالتي أدراج الحزب انتهت علاقتي تنظيميا ساحتفظ بصداقاتي وعلاقاتي الإجتماعية.
انتهى كلام نسيبة… قمة في الموضوعية والرقي والعملية… وكذلك كانت كلمات ناظم سراج الذي أكد أنه سيقوم بتسيير مهام وظيفته إلى حين اختيار بديل له وأنه سوف لن يتأخر عن أن يكون عونا لهذا البديل.
انه يا سيدات ويا سادة وباختصار شديد فرق عميق بين مدرستين في السياسة والثورة… ناد قديم وان عج بكثبرين من الشباب… وناد جديد وان تشرف بعضويته بعض الشيوخ.. ناد يرى في التكليف الحكومي مغنما ومجدا وسطوة وكنكشة… وفي الانتماء الحزبي تعصبا وزيجة كاثوليكية لا يجب أن تنفصم… وإذا انفصمت فلابد أن تكون خصاما وحربا… وناد يرى في التكليف الحكومي كما اسلفنا وسيلة لخدمة أهداف محددة يقبله إذا كانت هذه الخدمة ممكنة وخالصة ومخلصة وممكنة ويتنحي عنه وهو يبتسم إذا لم تكن أو لم تعد كذلك. وفي الإنتماء الحزبي تعاقدا سياسيا مشابها لهذه الفكرة… ينشأ وينفصم.. بكل هدوء حسب توفر أو عدم توفر شروطه
شكرا سراج والكلام للوزراء الاتحاديين لا سيما الذين جأر منسوبوهم وحاضنوهم بالشكوى من كنكشتهم. شكرا نسيبة والكلام لآلاف المنتمين لأحزاب تستمر في المضي بهم عكس مصالحهم وقناعاتهم وفطرتهم السياسية والإنسانية المحضة.
في تدليس الحكومة الذي لا ينقطع
د. معتصم اقرع ادعت الحكومة أن تخفيضها الكبير لقيمة الجنيه البالغ 582 في المائة وسياسة الصر…