‫الرئيسية‬ رأي ضرورة الحفاظ على سلمية لجان المقاومة واستقلاليتها
رأي - يونيو 11, 2020

ضرورة الحفاظ على سلمية لجان المقاومة واستقلاليتها

محمد الأنصاري

لجان المقاومة ليست حالة ثورية ناشئة مع ثورة ديسمبر، هى موجودة بالأحياء قبل سقوط نظام المؤتمر الوطني بمسميات مختلفة وكانت تقوم بعدد كبير من المبادرات الاجتماعية والخدمية والصحية فى دعم المرافق العامة كالمدارس، المستشفيات، وتنظيف المجاري قبل بدء موسم الخريف وحملات إصحاح البيئة والنفير وغيرها من المبادرات الإنسانية التي أكسبتهم ثقة اهلهم وجيرانهم بالمناطق التي يعيشون فيها، اختلفت المهام والخدمات التى تقدمها لجان المقاومة للمواطنين حسب طبيعة المنطقة فمثلًا فى المناطق الريفية تساعد فى موسم الحصاد وتجهيز المراعي والمناطق الحضرية تقوم بنظافة الطرق والمساهمة فى انارة الشوارع وغيرها من الخدمات.
وكذلك معرفة أولاد وبنات الحلة، الفريق، الحارة والقرية لبعضهم البعض مكنتهم من التنسيق السريع وأوكلت لهم المهام كل حسب قدراته. وتتوفر ثقة بين مكونات هذه اللجان ولا يجدون صعوبة كبيرة فى اختيار اللجان التنفيذية وتجديد القيادة والنساء يشكلون حضور باهي ومستمر داخل هذا اللجان وظهر ذلك بوضوح فى اعتصام القيادة العامة الحدث الفريد فى تاريخ التغيير السلمي بالسودان.
المرحلة المهمة فى تاريخ لجان المقاومة ودخوله المباشر فى التغيير السلمي عندما خرجت جموع الشعب فى ٢٠١٣م، واجهت لجان المقاومة كل صنوف التنكيل والتعذيب ولكن أثقلتهم هذه التجربة براعة التخطيط وعزيمة التنفيذ حتى كللت المساعي الجماهيرية باسقاط دولة الفساد والاستبداد بالسودان.
هناك حملة غير مباشرة لمصادرة الجهود التراكمية لحركة المقاومة السلمية عبر ادخالها فى العمل السياسي المباشر وهذا سيكون احد الأخطاء القاتلة فى تدجين لجان المقاومة وإدخاله فى صراعات سياسية لا جدوى وفائدة منها.
الأمل معقود ان تستمر لجان المقاومة فى حياديتها وكذلك تستمر في ((سلميتها)) ووضعت بين قوسين لاهمية المحافظة عليها وزيادة التراكم الذى يكون نتيجة لجهود طويلة ويتمكن الجميع من هزيمة التطرف، الشطط والمبالغة فى ردود الأفعال.
السودان به ما يكفي من احزاب فكرية وبرامجية ولكن الكثير من هذه الأحزاب تنقصها الديمقراطية الكافية وبالمزيد من الإصلاح سيتمكن السودان من بناء قاعدة سياسية هدفه الوطن والمواطن وسوف تظهر عملية سياسية اكثر نضجاً وتطوراً وكذلك اكثر واقعية وديناميكية ومقدرة على التغيير. نحن فى حوجة ماسة للأحزاب السياسية الموجودة ونحتاج لعمل مشترك جاد لدمجها وتقليصها لتتناسب مع خيارات المجتمع وكذلك مع قَيَّمَها وأفكارها لتزيد من فرص الاستقرار والتطور السياسي، ليس من الضروري ان نخلق اجسام لا يحتاجه المجتمع او ربما تساعد فى تعقيد المشهد اكثر مستقبلا، وقيل إذا كنت تشتري ما لا تحتاجه ، فسيأتي عليك الوقت الذي تضطر فيه لبيع ما تحتاجه..
توفر لجان المقاومة الروافع المهمة لإكمال مهام الفترة الانتقالية ومراقبة الأداء الحكومي وقيام الانتخابات فى موعدها حسب نص الوثيقة الدستورية والأهم من ذلك متابعة لجان التحقيق فى شهداء القيادة العامة لانها مسؤولية الحكومة الحالية وتحديدا الأعضاء العسكريين بمجلس السيادة.
اذا تمكنت لجان المقاومة من الحفاظ على شكلها الحالي وتحصنت من الاختراقات المستمرة والمحتملة بالتأكيد سيكون لها دور مهم فى مراقبة الأحزاب والمشاركة الفعالة فى الواقع الحالي ومستقبل الإصلاح السياسي والديمقراطي بالسودان…

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …