
لجنة تفكيك الشلليات داخل قحت
الأستاذ عمر عثمان :
وحمدوك لا غيره هو الشخصية الوحيدة التي اتفق عليها الثوار أن تقود الثورة إلى مخرجاتها المرضية بما يحقق الحرية والسلام والعدالة، بينما تركت له فرصة ملء الفراغات التي تساعده في تحقيق تلك الأهداف، والمعني هنا تشكيل حكومته وجهازه التنفيذي بالكامل من الألف للياء بالمركز والولايات بما فيها الجانب العسكري ليكون تحت امرته هكذا نصت الوثيقة الدستورية ذات الثقوب القاتلة.
وظلت مفردة (بالتشاور مع قوى الحرية والتغيير) ملازمة لكل تعيين وتغيير يريد الرجل القيام، فالتشاور مبنى على التحلي بأخلاق وسمات الكفاءة لاغير وان جاءت هذه الكفاءات من بيت واحد فلاضير في ذلك، دون النظر لكتلة اوحزب دون محاصصة تفقد الثورة إحدى مرتكزاتها وما يحدث الآن من تخبط هو نتيجة حتمية لنظام قسمة كيكة السلطة على هذا الأساس.
والحق يقال ان معظم الأحزاب التي صعدت على ظهر الثورة ما كانت لتحلم بأن تحصد ارنبا ويطمع معظمها الان في اصطياد الفيل، رغم أنها غير جاهزة لتقديم اي كادر يمكن أن يصنع الفارق، فقد جفت مدارسها التنظيمية عند أول ضربة كيزانية في بداية عهد المخلوع وهجرت كوادرها العمل السياسي قبل أن تنفض غبار الثلاثة عقود عنها بعد الحادي عشر من أبريل وسارعت للالتحاق بركب الثورة في ساحة القيادة بعد التأكد من سقوط الطاغية وبعضها لاتتعدي عضويتها أصابع اليد الواحدة، لم تستح أن تفتح باب العضوية دون دراسة من أجل اللحاق بمولد المناصب بالمحاصصة على مستوى الولاة و المجالس التشريعية والوظائف العليا.
فالتشاور المعني ليس المحاصصة والارضاءات بقدر ماهو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن حزبه أو قبيلته أو دينه أو اثنيته أو ثقافته طالما كان مواطنا سودانيا يحمل المؤهلات المناسبة لهذا المنصب ومن سخرية القدر أن يسير حمدوك في نفس اتجاه المحاصصة بقبول ولاة لم يراهم قط ولم يتحقق من َوجود عقبات يمكن أن تعيقهم في أداء واجباتهم كما يجب، وهو رجل المؤسسات الأممية التي تتسم بالدقة في كل شئ و تهتم بادق التفاصيل.
فالخروج من الأزمة الحالية لا يتم إلا بإعادة النظر في الخيارات المبنية مبنية على أساس المحاصصة والعودة إلى الكفاءة وذلك لا يتم إلا بتضحيات مكونات الحاضنة السياسية وتقديمها التنازلات المنطقية في ترك أمر الاختيارات للاجهزة التنفيذية لمجموعة صغيرة جدا من أهل الخبرة والنظرة الثاقبة وانا على يقين أن هناك أحزاب لاتملك كوادر قادرة على التقييم ومع ذلك تدفع بهم في اللجان المختلفة للمشاركة في بناء الدولة من خلال ترشيح أشخاص كل مؤهلاتهم انهم ينتمون للحزب صاحب الحظوة بالمنصب المعنى ، وآخرون لايفقهون ما هي المواصفات والمعايير التي يجب توفرها في المرشح للمنصب المحدد ومع ذلك يجد خيارهم طريقه للقبول.
أعود واقول ان الازمة الحالية هي أزمة حاضنة سياسية بامتياز، فشلت في أن تقدم وطنيين متجردين يتسامي عندهم الوطن الكبير فوق كل المسميات الضيقة، ومن ثم مشهود لهم بالخبرة والقدرة على التمييز وفهم المطلوب اولا، وفق معايير محددة و المؤسف حقا أن معظم الأحزاب التي يرجى منها احتفظت بكوادرها المميزة بينما دفعت بكوادرها الضعيفة والمشاكسة لتنسيقيات ولجان الحرية والتغيير وهو ما أوجد التشوه الذي عليه الوطن الأن، وفي بعض الولايات سيطرت الشلليات ذات المصالح المشتركة قبل سقوط النظام البائد وبعده على مفاصل الحاضنة، ضاربة باحزابها التي قدمتها عرض الحائط، لتصبح الشلة نفسها محتاجة للجان تفكيك وإزالة تمكين
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …