
متناقضة الدولة الدينية
علي التلوبي
الدولة المدنية تقف على مسافة متساوية من كل الأديان والطوائف والتفسيرات الدينية. ومن هنا فإن الدولة المدنية هي النظام الذي يحترم كل الأديان والمعتقدات والتفاسير الدينية. وهي الضامن الحقيقي لحرية العقيدة ولحرية ممارسة العقيدة.
أما الدولة الدينية فإنها تفرض تفسيراً ما، لدين ما، على الآخرين عبر تبني الدولة لذلك التفسير. والدولة الدينية بالتالي، للمفارقة، هي في حقيقتها دكتاتورية ضد الدين، لأنها تصادر حرية كل التفسيرات والمذاهب والأديان الأخرى بتنصيبها نفسها وصياً فوقياً ومُصادراً لمبدأ تساوي المواطنة والمعتقد وممارسته.
الداعون للدولة الدينية هم في حقيقة أنفسهم دعاة لقمع كل تفسير وكل مذهب وكل عقيدة دينية، مستثنين فقط التفسير الذي يؤمنون به. ونقدهم للدولة المدنية منطلق من عدم تسامحهم مع احترام الدولة المدنية لكل عقيدة وكل تفسير بالتساوي.
كمثال لممارسة الدولة الدينية، فإن البعض يظنون بأن تفسير النص المقدس الإسلامي لا يسمح ببناء دور عبادة لغير المسلمين. وذلك التفسير لو تم تبينه عبر الدولة فإنه يصادر حق الآخر في ممارسة عقيدته. وهذا مجرد مثال.
4 ديسمبر 2020
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …