
رفض وجود لجان المقاومة في التشريعي هل يعيد الثورة لمربعها الأول؟ :
تحقيق : فتحي البحيري
1
صدم الرأي العام السوداني برفض جهات داخل قوى الحرية والتغيير لتثميل لجان المقاومة داخل المجلس التشريعي لأن الكل تقريبا ينظر لهذه اللجان في الأحياء وفي المؤسسات والمصالح الحكومية وغيرها باعتبار أنها هي الجسد الذي حمل بداخله روح الثورة إلى أن تكللت بنجاحها في إسقاط رأس النظام في 11 ابريل 2019، القوى السياسية والمدنية انقسمت نوعا ما في تقدير دور هذه اللجان بعد ذلك التاريخ، هل اكتمل اسقاط النظام وعلى هذه اللجان أن تتفرغ تماما إلى مهام “اللجان الشعبية الخدمية” … هل لا زال النظام يحتاج إلى مزيد من الإسقاط في العديد من الأوجه والمستويات وعليها أن تستمر كلجان مقاومة بحتة لتقود الحراك الثوري لتحقيق نجاحات أكبر بكثير من مجرد إسقاط النظام ؟ بعض ثالث رأى أن الأمر بين بين وأن على لجان المقاومة أن تزاوج بين الدورين معا.
عمليا ً استمرت لجان المقاومة في تسجيل حضورها الثوري والخدمي أحيانا وظهرت في بعض المناطق “لجان تغيير وخدمات” بديلة أو رديفة أو موازية للجان المقاومة وتعرضت لجان المقاومة لحملات مكثفة، ظاهرة ومستترة، لمحاولة شيطنتها أو تهميشها أو تجاهلها أو تدجينها. إلا أن النجاحات التي حققتها المواكب والمليونيات المتفرقة خلال الأشهر الماضية أكدت أن الجسد الثوري المتمثل في هذه اللجان لا زالت به روح ثورة وروح مقاومة عصية على التركيع أو الهزيمة أو الإلهاء .. غاصت صحيفة الجريدة في أعماق بعض المتفاعلين مع هذا الجسد الثوري بغرض استكشاف أبعاد هذا الصراع ومحاولة قراءة مساراته ومآلاته في المستقبل
2
تقول الاستاذة الإعلامية والناشطة نجدة منصور للجريدة أن لجان المقاومة ظلت طوال الفترات السابقة تؤدي ادوارا خدمية مما أكسبها ثقة الشعب السوداني من خلال قربها من هموم الشعب و التصاقها باليومي و همتها. وتضيف : هل تعلم ان لجان المقاومة كانت تتطوع في العناية بالمقابر و توفير اكفان و المساهمة في الدفن في الاحياء كجزء من واجباتها اليومية المعتادة. ينظفون الأحياء و يتطوعون في جميع المناسبات الاجتماعية في الاحياء..
وتستطرد نجدة قائلة : ان الثقة التي اكتسبتها لجان المقاومة هي ثقة مبنية علي تجربة اجتماعية لها تراكمات جعلت من لجان المقاومة جهة موثوقة. و لذا حينما قالت كلمتها “ان اخرجوا ان اوان اسقاط نظام الإنقاذ ” تبعها الشعب السوداني كقيادة جديرة.
وتخلص نجدة منصور من ذلك إلى أن الحديث عن تحويل لجان المقاومة الي لجان خدمية فيه اجحاف. فهي كذلك بالفعل و كل ما علي الدولة هو دعم برامج لجان المقاومة بدون محاولة لفرض توجهات من اي نوع. ما اعرفه جيدا عن لجان المقاومة هو انها غير قابلة للتدجين و لديهم الوعي الكافي لادارة جميع المراحل و ذلك استشهادا بالدور الذي حققوه في المرحلة الاصعب في تاريخ السودان. حينما عجزنا جميعا استطاعوا.
وتشدد في ختام حديثها للجريدة على أنها ستظل تنادي بضرورة إفراز ما لا يقل عن 50 % من مقاعد البرلمان للجان المقاومة من جميع انحاء السودان للمشاركة من داخل النظام عبر موقعهم الطبيعي كبرلمان شعب فهم كذلك بكل المقاييس.
3
الشاعر المهندس محمد سيف الدين صاحب قصيدة (الطلقة ما بتكتل بكتل سكات الزول) جاء إلى “الجريدة ” من آخر الآخر حين قال أن إسقاط النظام لم يكتمل بالتأكيد (ده إن أحسننا الظن واعتبرناه ابتدأ من الأساس) لم يكتمل إسقاط النظام وإنما تمت تنحية البشير وما زال النظام يعمل إن لم يكن بكامل طاقته بسبب غياب الصف الأول والثاني من الكيزان فهو يعمل بنسبة لا تقل عن 80% بواجهات أخرى تصب في نفس المصب القديم ولا يوجد أمام القوى الثورة الآن أي نجاح تحققه أكبر من (البدء في وإنهاء) إسقاط النظام .. ويستدرك الشاعر المهندس محمد سيف أن من المهم معرفة معنى عبارة ( إسقاط النظام) نفسها .. فالنظام ليس أشخاص وإنما طريقة محددة لإدارة الدولة .. وما زلت الطريقة موجودة وقد تكون بنسخة أسوأ من قبل ولأجل ذلك فإن لجان المقاومة يجب أن تظل لجان مقاومة لسببين : الأول لعدم اكتمال مهامها ( بإسقاط النظام ) والسبب الثاني والمهم جداً لأنها تمثل ( مارد) وبعبع تخشاه الأنظمة الجائرة عموماً وتحسب له ألف حساب .. ولو تلاشى هذا المارد فلا شئ يخيف حمدوك وحميدتي والبرهان على حد تعبيره.
وبحسب محمد سيف أيضا فإنه يمكن أن تستمر لجان المقاومة في أداء الدورين معاً ولكنه يخشى أن يلهيها عملها كلجان تغيير في خدمة المواطن عن مهمتها الأساسية في تركيع وإرعاب الطواغيت لذا يرى أنه من الأفضل بقائها كلجان مقاومة فقط
وسبب آخر يجعلني أفضل دورها كلجان مقاومة وهو أن خدمتها للمواطن تجعل المواطن بعيداً عن الإحساس بالأزمة نفسها ( الخبز مثالاً )
وقطع سيف الدين أن حملات التهميش والشيطنة لا تضرها (كلجان مقاومة) بشئ والأحجار لا تلقى إلا على الأشجار المثمرة .. وفي رأيه أن من يشيطن لجان المقاومة الآن ليسو هم الكيزان وحدهم وإنما أيضا من أسماهم (أنصار الحكومة الجديدة) لعدم رغبتهم في أي تغيير . ويعتقد سيف الدين أن على السودانيين أن يلتفوا من جديد حول الجسمين الذين كان لهما باع في التغيير وهما لجان المقاومة أولاً وتجمع المهنيين السودانيين وأنه يجب تنقية هذين الجسمين والالتفاف حولهما لأجل أي تغيير نامله قريباً
4
الأستاذ المربي الجليل نادر السماني ينظر إلى الثورة باعتبارها فعل مستمر ويعتقد أن “ثورتنا” حققت بعض أهدافها وليس فقط إسقاط رأس النظام ولذا يرى أن تفاعل الجماهير مع الفعل الثوري وصناعته تعتمد على العمل بالتوازي والتقاطع في الاتجاهين اتجاه البناء والمساهمة في الخدمات وربط ذلك بتجميع المعلومات وأوكار الثورة المضادة لضربها في مواقعها القاعدية وبناء تنظيمات أكثر تماسكا وارتباطا بقضايا قاعدة المجتمع في الأحياء ومواقع العمل والدراسة فلا يمكن الركون إلى عناصر الثورة المضادة الموجودة في السلطة أو المتخفية في أزياء ثورية أو الصريحة في عدائها للثورة كما لا يمكن تجاهل أن وسائل الفعل الثوري قد تعددت في هذه المرحلة وشملت عمليات البناء وتقديم الخدمات
وغير بعيد من هذا المنحى يذهب ابوبكر الجنيد يوسف الذي يبني نقاشه على ما يلي : بما أن الثورة مستمرة إلى أن تتحقق مطالب الشعب التي.. خرج من أجلها وبما أن الثورة مستمرة حتى ينجز الشعب جوهر ثورته ضد من سرقوها ويريدون تدجينها وإيصال المواطنين المغلوبين على أمورهم للتحسر على ذهاب المجرمين.. أجدني.. أميل بل أتبنى الرأي الذي يؤكد ضرورة استمرار لجان المقاومة في مد فعل المقاومة والذي نحن الآن في أشد الحاجة إليه لتثبيت التغيير الحقيقي المنشود لقوى الشعب والمراقة في سبيله دماء شهدائه
5
وعند البحث عن من يملك فكرة نظرية متكاملة حول الكيان المسمى لجان المقاومة ووظيفته ودوره تجد مصادر عديدة أحدها يتمثل في الاستاذ المهاجر بابكر موسى ابراهيم والذي ظل ومنذ وقت مبكر جدا يدعو إلى تكوين لجان مقاومة – بهذا المسمى – في الأحياء حتى صارت عبارة لجان المقاومة “لازمة” مصاحبة لكتاباته دوما وذلك ربما قبل أكثر من عشرة سنوات تقريبا .
طرقته صحيفة الجريدة لتتلمس منه خلاصات نهائية لهذه النقاشات فادلى مشكورا بالافادة التالية : طبعا معلوم أن هناك من يريد إيقاف الثورة عند هذا الحد؟ ليس تخوينا أو تجريما ولكنه واقع …. واقع صراع المصالح … وهذا الواقع يحدد البعد أو القرب من لجان المقاومة …. مثلا مرحلة تسقط بس … كان الكل مؤيد للجان المقاومة … ولكن بعدها فى اى مرحلة من مراحل تقدم الثورة … تجد من يقترب أو يبتعد من لجان المقاومة وهذا البعد أحيانا يصل لمرحلة العداء بل والحرب والتجريم ..
نبدأ بأول فصيل بدأ الحرب عليها … ستجدهم الإسلاميين أنصار النظام السابق … وبعدها الإسلاميين المختلفين مع متمكنى النظام السابق وفقط يريدوا إزاحة الصف الأول…
وتدرجت كرة الكراهية فى كسر اى مفصل من مفاصل الدولة القديمة … وفى اى موقع وفى اى معركة تقودها اللجان تجد من يقف ضدها ولكن فى الوقت نفسه تجد من يقف معها …
وهذه الحرب اتخذت أشكال مختلفة …هناك من يريد ان يفتح عينيه ويغمضها ليرى اختفاء لجان المقاومة … وهناك من حاول تحجيمها بقانون … قانون الحكم المحلى … يعنى عايزهم يجهزوا ليه الكراسى ويلموا ليه الجماهير حتى يجئ ويخطب .. وهناك من يريدهم أن يكون جزء من حزبه بل حاول الدفع لهم …من أموال حزبه … وهناك من حاول هيكلتها راسيا ليتحالف معها أو يجرمها ليقضى عليها … وهناك من حاول قمع طلائعها لدرجة القتل والتهديد …
وبحكم استقلاليتها لم تجد كوادر كثير من الأحزاب فرصة للعمل معهم لانهم صادقين جدا وصدقهم هذا بوعى مكتسب من واقع النضال اليومى … حتى شكل التنظيم يتم بوعى مكتسب يوميا وهذه هى خطورة هذه اللجان… لانها ارتبطت بمشاكل الشعب الحقيقية مما جعلها تتجذر يوميا فى مكان العمل والسكن لمعرفتها العميقة جدا بالمشكلات وإبداع الحلول … بل ومعرفة أعداء الشعب الحقيقين والذين اتضح لهم انهم ليس الاسلاميبن وحدهم بل هناك من يدعى الثورية والحداثة أصبح عدوا للشعب ولهم .. واصبح يتعاون مع الاسلاميبن لهزيمتهم بل فى إحدى المدن اتصل بى عضو لجنة مقاومة طالبا مساعدتى أن هناك ام شابه فى لجنة مقاومة بيتها كان محاصر بتاشرات الجنجويد والامن …
المهم فى راسى ملايين المعلومات وكل ما ابدا تاتى تجارب جديدة تحسسنى بضحالة ما كتبت عن هذه التجربة الفريدة العميقة …
وهذا جعل التآمر عليها ليس داخليا فقط … بل هناك قيادى فى لجان المقاومة اخطرنى أن مخابرات احدى الدول الان استاجرت سودانيين بعد أن وفرت لهم السكن والمعينات لمحاربة لجان المقاومة ….والكلام كتير جدا .. وحقيقة نحتاج لكتابة يومية ومتسلسلة عن هذه التجربة الغنية جدا
الجريدة
مقاطعة امتحانات جهاز الأمن بجامعة الخرطوم 1992 … الطريق إلى رد اعتبار الجامعة !
عبد الفتاح الحبيب : أرغم طلاب جامعة الخرطوم في 1992 على أداء الامتحانات تحت تهديد السلاح ا…