‫الرئيسية‬ رأي تربطنا بقحت “مبادئ” وليس ” تعليمات”
رأي - ديسمبر 12, 2020

تربطنا بقحت “مبادئ” وليس ” تعليمات”

عمر عثمان :

لم تقم الثورة السودانية الا لإقتلاع نظام الحكم المعوج واجتثاث بؤر التجهيل التي عاني منها الشعب السوداني منذ قيام الدولة السودانية ، ومحو المفاهيم الخاطئة من عقلية المواطن تجاه من يحكمه وكيف يحكمه وبناء المؤسسات المحترمة بكنس جميع مظاهر الفوضي التي خلفها النظام البائد في المؤسسات الدولة والتي بكل تأكيد تقف على رأسها المليشيات المسلحة خارج إطار وزارة الدفاع ومؤسساته المعلومة والمتعارف عليها، تلك المؤسسات المحترمة التي تغرس في منسوبيها حب الوطن حمايته بالسلاح لا حكمه إذ يمثل السلاح عندهم أداة لأداء وظيفه مثل مثل المشرط في يد الطبيب والطباشيرة في يد المعلم والادوات الهندسية في يد المهندس والفرشاة في يد الرسام، أداة دورها الأساسي زرع الطمأنينة في نفوس المواطن لا ترويعه وحكمه تحت التهديد بها.

نشأت المليشيات والدعم السريع على وجه الخصوص مثله مثل النبت الشياطني في مؤسسات الدولة المختلفة من صندوق دعم الطلاب وتشغيل الخريجين والخدمة الوطنية والدفاع الشعبي ومنظمة الشهيد والصناديق المختلفة وغيرها من المؤسسات التي أنشأها النظام البائد لحمايته في المقام الأول وتسكين أفراده العطالي فيها، حيث يرتقي الفرد فيها خارج إطار الخدمة المدنية أو العسكرية المعلوم ودون المرور بسلم التدرج الطبيعي كأي وظيفة وبالمثل كانت توزع الرتب بين الأفراد دون معايير معلومة.

جاءت الثورة لمحاربة هذه الفوضى وحل كل المؤسسات الفاسدة والمليشيات التي انشاها النظام البائد، لذا تأتي الغرابة أن يتحدث احد منسوبي تلك المؤسسات التي انشاها و رعاها المخلوع بنفسه، عن الثورة ودوره فيها بصورة مقززه وكان الثورة لم تقم الا لإقتلاعه هو كجزء اساسي من ركام النظام الذي هوى، فمن كان يعرف اليوم عبدالرحيم دقلو لولا المخلوع الذي استخدمه وشقيقه لحماية حكمه من السقوط قبل أن ينجوان من سفينته الغارقة تجاه شواطئ الثورة رفقة الكثير من الانتهازيين الذين بدلوا مواقفهم بعد أن ايقنوا بسقوط الطاغية امام طوفان الشارع ولهيبه، فكل حملة السلاح الذين يرسلون الرسائل المبطنة هذه الأيام التي تحمل الوعيد والتهديد للشارع كانت ربيبة المخلوع وشريكته في كل المجازر التي ارتكبها وكل الفظائع التي اتسمت بها سنوات حكمه ومامن حامل السلاح اليوم الا وقد كان سابقا مأمورا للمخلوع مقدما له التحية صباح مساء يرفل في كريم عطاياه، والثورة لم تقم الا لإقتلاع هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم جزءا منها وهي منهم بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فلا آل دقلو ولا مناوي ولا جبريل كانوا يوما في صف الثورة أو حتى تحدثوا عنها حديثا إيجابيا مثلهم مثل البرهان و كباشي ولجنة المخلوع الأمنية التي سطأت عليها في بواكيرها.

لذا يصبح الحديث عن اتفاق مع الحرية والتغيير على تشكيل مجلس شركاء لاقيمة له وأن ذهبت الحرية والتغيير، طالما ماتم لا يمثل الشارع الذي أتى بالجميع بما فيهم الحرية والتغيير نفسها والحديث عن اتفاق داخل الغرف المغلقة بين اي من هذه الأطراف وان بصمت الحرية والتغيير عليه بالعشرة لاقيمة له ولا الشارع سيقبل بمزيد من تمكين العسكر، الذين يدعون أن ذلك الذي تم هو مقترحا للحرية والتغيير تم الاتفاق عليه، معتقدين أن الشارع يسير منكبا خلف “قحت” أن أخطأت بطاعة عمياء مثله مثل جنودهم الذين يدينون لهم بالولاء الكامل، فالذي يربط الشارع بقحت ليس هو الذي يربط العسكر بجنودهم مجرد تعليمات، بل هي مبادئ. لاتراجع عنها ولتذهب قحت للجحيم أن تصونها.

ختاما،، ليعلم آل دقلو وبرهان و مناوي وغيرهم من الطامعين في السلطة بقوة السلاح أن الشارع ادمن رائحة البارود و أن صدور الشباب مازالت عارية فالثورة لم تنته بعد طالما انكم لم تخرجوا من القصر نحو ثكناتكم حتى اليوم.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …