‫الرئيسية‬ رأي عن الشيوعي
رأي - ديسمبر 20, 2020

عن الشيوعي

خضر حسين :

في إعتصام القيادة العامة كانت هناك خيمة كبيرة شمال بوابة الجوية كتب عليها قوي إعلان الحرية والتغيير كان معلوما للغاشي والماشي أن الخيمة بكل تفاصيلها من صنع أيادي الحزب الشيوعي الذي يصر أعضائه وعلى الدوام بالقبض على جمر تحالفاتهم التي إرتضوا العمل من خلالها .
من بديهيات القول أن بعض الأحزاب كانت لديها خيم بل كانت تتعامل مع الاعتصام وأرضه كمكان للاستقطاب المباشر .
في أرض الاعتصام تقابل عدد من خريجي مدرسة الجبهة الديمقراطية وقدموا مقترحا لدعم الاعتصام عبر موكب يضم طلاب وخريجي هذه المدرسة العريقة التي إمتدت من الثالث والعشرون من نوفمبر ١٩٥٣ م والي يوم الناس هذا .
بعد خروج الدعوات تم إيقاف هذا الموكب بطلب من سكرتارية الجباه الديمقراطية الذين ذكروا أن قيام هذا الموكب ربما سيؤثر في تحالفاتهم الطلابية وبالتالي تم صرف النظر عن الموكب برمته .
أعود للوراء قليلا لحادثة حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه المنتخبين من البرلمان مرورا” بالتجربة المريرة التي دخلها الحزب الشيوعي في يوليو ٧١ م كمرارات وغبائن ومحن قابلها الشيوعيين السودانيين وحلفائهم في مشروع الثورة الوطنية بعزم لا يلين وثبات أسطوري إستمدو من خلاله معاني النضال والصبر والعمل الدؤوب الذي لا مكان فيه لقصر النفس .
ليس من المهم هنا الحديث عن مدى التزام الشيوعيين في الدفاع عن منابرهم ودورهم وربما كل من عاشوا حقب الديكتاتوريات التي مرت بهذا البلد سيقف شاهدا على ما اقول وليس أبلغ من ذلك سوى الحكايات الأسطورية التي جمل بها الشيوعيين والديمقراطيين السودانيين سماوات بلادنا .
إن الذي حدث في مليونية اليوم هو إمتداد طبيعي لسيرة القضاء على الحزب الشيوعي وإبعاده عن المخيلة الشعبية بطريقة طفولية ساذجة تعبر فيما تعبر عن طبيعة الأزمة التي نعيشها كسودانيين في إطار خطط يتم تنفيذها بعناية من قبل بعض الذين لا يستطيعون النظر في مبدئية الحزب الشيوعي وطريقة الذي إختاره ابعد من عدو يحاول عرقلة مسير ثورة عملاقة تقدمها الأقزام .
عصي حزب الشيوعيين السودانيين على التركيع وضارب بجذوره في عمق بلادنا شرقا وغربا جنوبا وشمالا لا يبحث على الإطلاق عن إنتصار زائف ليزين به جيده المرصع بالرصاص والدم والدموع لم يثنه مخابرات الأرض كلها في مواصلة طريقه ليعود اليوم من منتصف الطريق .
سيظل حزب الطبقة العاملة مخرزا في عين الضلال وشامخا كجبال بلادي معطاءا كنيلنا الخالد لا لشيئ . فقط لأنه وجد ليبقى وسيبقى لأنه الأحق بالبقاء في وطن يحاول البعض إختطافه على عينك يا تاجر .
مجدا وصمود حزب الشيوعيين السودانيين
المجد والخلود شهداء الثورة السودانية .

إنا تعلمنا
صداقة كل جرح
وليبق ساعدك المطل على هدير البحر
والدم في الحدائق

(درويش)

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …