
لماذا بلع فيصل تصريحاته بخصوص الفشقة؟
بشرى احمد علي :
التصريحات التي انكرها فيصل محمد صالح اليوم كانت تتعلق بملف أزمة الحدود مع إثيوبيا، حيث ورد انه تحدث عن ضرورة الحل السلمي وتحويل منطقة الفشقة الي مشروع زراعي يستفيد منه كل من السودان واثيوبيا، و في نظري هذه التصريحات إيجابية وموضوعية، وبالذات اذا نظرنا الي المستوى البعيد، وبعد انشاء سد النهضة سوف يكون السودان مقبلاً على التعامل مع إثيوبيا في مجال الطاقة والكهرباء..
ولكن الاوصياء على السودان وأصحاب الاجندات انتقدوا تصريحات الاستاذ فيصل محمد صالح وطلبوا بوقف التفاوض مع إثيوبيا حول قضية الحدود، ومضوا إلى أبعد من ذلك وطالبوا بطرد السفير الإثيوبي في الخرطوم..
فاضطر الاستاذ فيصل إلى سحب تصريحاته وتبرأ منها على الرغم من موضوعيتها، فهي كانت توازن التصريحات العسكرية التي تدعو إلى الحرب.. وبذلك تحولت قضية تحرير الفشقة إلى مشروع سياسي يمهد لقمع الحريات ومصادرة الرأي الحر، تماماً كما حدث في ايام حرب الجنوب، فكل من اعترض على حرب الجنوب كانت تطارده تهم الخيانة والانتماء إلى الطابور الخامس والعمالة لإسرائيل..
فإن كان الوزير فيصل محمد صالح يعمل في جو الإرهاب والتخويف واضطر إلى التراجع عن تصريحاته، فهل سينتهي الأمر عند هذا الحد ام ان قضية تحرير الفشقة سوف تمتد وتشمل حجر الرأي حتى في الخلافات السياسية مع المكون العسكري حول وضع شركات الجيش والتحقيق في مجزرة الاعتصام ومصير العلاقات مع إسرائيل..
فقد لاحظت حتى الإعلام السوداني أصبح يقرع طبول الحرب ويستعين بمحلليين سياسيين محسوبين على نظام البشير، فاصبحوا يتكلمون عن الحرب مع إثيوبيا كأنها حقيقة ماثلة ويستخدمون نفس مفردات حرب الجنوب، وقد انتقلت العدوى إلى منابر المساجد فبدأ الحديث صاخباً عن ضرورة محاربة الكفار والخونة والمارقين..
هناك من يعتقد ان الحرب مع إثيوبيا سوف تضعف الاستحقاقات السياسية في السودان ويمكن ان تمنع التحول للحكم المدني، فالحرب تفتح نافذة الدكتاتورية واعلان حالة الطوارئ واستمرار الفساد باسم دعم الحرب ، لكن علمتنا التجارب، انه في الحرب يسهل إطلاق الرصاصة الأولى ولكنه يصعب التحكم في جدولها الزمني او انهائها بالشكل الذي نريده..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …