
الإستقلال فى ظل الإحتلال
شاكر سليمان حسين ..ابوبلسم :
قد يواجه حديثى نوع من التباين عند الخوض أن الإستقلال الحقيقى بدأ بتاريخ ١١ ابريل ٢٠١٩م . تاريخ إنتصار الثورة المجيدة بهذيمة الطاغية ونظامه ، الذى أفضي إلى حكومة مدنية إنتقالية فى طريقها لتأسيس وبناء دولة مواطنة بمؤسسات وطنية . وما قبل ذلك لا يعدو كونه تسليم وتسلم وتغيير الوجوه البيضاء والعيون الخضراء واللسان الإنجليزي بجلباب وطنى وشخصيات سودانية بلهجتها المحليه يعقبها إحتفالات وأهازيج وأغانى وطنية .. من حيث المظهر خرج المستعمر ، ومن حيث الجوهر عقليته الإستعمارية باقية وراسخة بل ومسيطرة ولاعبة دور المحتل الجديد ، وظل يجيد ذلك الدور أكثر من ستين عاما ، كرس لكل ما هو بغيض من إقصاء وتهميش ، وإثارة نعرات طائفية وقبلية ، تغييب وتدليس وتضليل وحروب وقتل .. فالذين قتلوا ما بعد الإستقلال أضعاف أضعاف ما قتلهم المحتل فى ( كررى وام دبيكرات وشيكان وغيرها ) .. وما خلفه المستعمر من بنية تحتية ممتازة من ( سكة حديد ، مشروع الجزيرة ، مؤسسات مدنية وعسكرية ، مدارس ،خدمة مدنية وغيرها ) لم يضاف إليها شئ يرضي المواطن وطموحاته بل زاد الأمر سوءا بتدمير ما تركه المستعمر من مشروعات حيوية تدميرا كاملا ، مضافا إليه بتر وفقدان ثلث أراضيه ، جعلت من ملامح الدولة شبه غابة عديمة الشبه مقارنة ببلاد إقليمية حديثه نهضت وإزدهرت بلا موارد ، لا تملك سوى الإرادة والإستثمار فى إنسانها التى لم تكن ضمن أولويات المستعمر الجديد فكان الفرق بائن وشاسع .. بلاد أصبحت قبلة للإستثمار والسياحة ، وبلادنا صارت طاردة لمواطنيها لا تذكر إلا فى الأزمات من مجاعات وحروب وأمراض ..
رفع علم إستقلال دولة المواطنة للجميع بخروج آخر جبروت وطاغية وحزبه من المشهد على سواعد شباب رسموا لمستقبلهم ودولتهم خارطة طريق . رسوماته الأولية تضحيات فى ميدان الإعتصام ، والنهائية سودان جديد يسع الجميع فى حكومة مدنية بهيكل انشائى متين أساسه المصالحة الوطنية وتوافق وطنى بين الأطراف السياسية والمجتمعية قائمة على التسامح والعدل وإزالة آثار صراعات الماضي لتحقيق التعايش السلمى بما يضمن الإنتقال الصحيح للديمقراطية من خلال آلياتها .. وأعمدته الإنفتاح نحو الآخر بقبول أفكار الشباب صناع التغيير بالطريقة التى يتعامل بها الأشخاص مع وجهات نظر الآخرين ، ودمج المعتقدات التى يجب أن يكون لدى الآخرين الحرية فى التعبير مع الإعتراف بقيمة معرفة الآخرين .. بواجهات جمالية تنموية متعددة ، حيث التنمية عنصر أساسي للإستقرار الإنسانى والإجتماعى ، وسيلته وغايته الى الرقى و الرفاه والتطور …
الآمال معقودة على المدنية ، وما تحقق من تغيير وإنجازات مشهودة على الأرض يبشر أن القادم فى ظل الإستقلال الحديث سيكون حديث العالم بما سيتحقق من طفرة غير مسبوقة بفعل ما نملكه من موارد طبيعية وبشرية مبدعة فى جميع المجالات ..
كل عام وبلادنا تشهد تحولات نحو الأفضل لنشعر بحلاوة الإحتفال بالأعياد الوطنية ، الرحمة والمغفرة والمجد والخلود لصناع الإستقلال قديما وحديثا …
٠١/٠١/٢٠٢١
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …