
لغة سؤال القبر في الكرمك
معاوية سعيد :
كما هو معلوم من الحال …الاف الضحايا واللاجئين في حروب تفننت فيها الحركه الاسلاميه وقتها …وزجت بهم علي مناف لم يختاروها …وعلي الحدود الاثيوبيه كان الالاف ممن ولدوا في الملاجئ….. علي تخوم اصوصه وكيلو عشره وغيرها من معسكرات لجوء السودانيين وعلي وجه الدقه من شعوب النيل الازرق من الكرمك الي ودكه وشالي واليلي وغيرها من الجموع الهاربه من الة القتل الاسلاموي وهي مجازر ترتقي لحروب التطهير الديني والعرقي بكل اسف …
ومر علي اللاجئين حين من القهر الا أن لاحت نيفاشا بما لها وعليها ….وكنت حينها مشرف علي قطاع التعليم بمكتب يونسيف النيل الازرق …وعاد الكثير من اللاجئين الي قراهم التي عرفت في الميديا والسنة الساسه بالمناطق التي دمرتها الحرب …ولكن الانسان حتما يعود (الي دفن صرته)…وقد عادوا …من ولدوا في اثيوبيا وتعلموا في مداراسها باختلاف اعمارهم …
كان المأساه ان اولئك الاطفال /التلاميذ قد درسوا في لجؤهم بمنهج غير منهج المدارس السودانيه…وهو معلوم بحكم اللجوء باثيوبيا …فظاعه التفكير ان اهملتهم الحكومه ورأت فيهم ما لايرتقي الي همها الا ان اكتشفنا بحكم وجودنا كمنظمه هذا الواقع …الذي غفلته نيفاشا ولم تتطرق له … وكان علي وقتها مالك عقار حاكما للنيل الازرق …وحفيت اقدامنا لاقناعه بضروره دعم معالجه قضيه الاطفال الذين درسوا بالمنهج الاثيوبي ..ولا اظنه فعل شيئا في هذا الاتجاه …وهي ماساه الساسه قصيري النظر واتفاقيات السلام (أم واب) مناصب وزاريه لاغير …وهذا ما ينطبق علي اتفاقيه سلام جوبا ايضا ….لان هنالك اطفالا ولدوا في معسكرات اللجوء بتشاد ايضا ….ولم يتطرق احدا الي هذا …
عليه اتفقنا مع وزاره التربيه بعد (لت وعجن ) ان تتم معالجه لهولاء التلاميذ من ضمنها مواصله من هم في سن محدده الدراسه بالغه الانقليزيه ووفق المنهج الاثيوبي الي حين اكمال مرحلتهم . والخ من الاقتراحات ..وابتقينا لهذا مؤتمر اسميناه (مؤتمر قضايا التعليم بالكرمك)…وجمعنا اهل المصلحه من تلاميذ واولياء امور …وسبق هذا مجموعه من الحلقات والورش ما يناهز الشهرين لتاهيل المشاركين في تحديد مصلحتهم ..هل هم مع الاستمرار بالمنهج الاثيوبي بالغه الانجليزيه لاكمال تعليمهم ام المنهج السوداني بالغه العربيه واستطاعه المواصله …وكمشرف علي هذا المؤتمر كنت كثير الحضور لمعظم الحلقات ..وتفاجأت ذات يوم ان مجموعه من الاسلاميين وضباط الامن بالكرمك يخاطبوا تلك الحلقات كل يوم وحثهم علي اختيار اللغه العربيه ومنهج المدارس السودانيه بالتهديد والتغبيش ..وكان من ضمن التهديد والترهيب الديني ان المرؤ يسأل في قبره من قبل الملكين بالغه العربيه …وان لم تفلح في الاجابه لانك لا تعرف العربيه سوف يكون مصيرك جهنم …وكذلك يوم القيامه عندما ينادي الناس فيكون بالعربيه ..وان لم تفهم العربيه قد يطول انتظارك يوم الحشر …..
هذه هي ادوات الاسلاميين التي لايعرفون غيرها ..من دجل وارهاب بأسم الدين وتغبيش الحقيقه بالدين لمصالحهم الدنيئه التي لا تمد للانسانيه بصله ….فذات المعركه التي يتباري فيها ائمه المساجد من الكيزان ضد المنهج الذي يخلق جيلا معتدا بعقله ولا يكون للاسلاميين فيه نصيب لترويج بضاعتهم من شاكله ان لغه السؤال يوم الحشر اللغه العربيه أوان منكر ونكير يجيبون العربيه فقط ….هذا قبح الاسلامين وهوسهم الذي وجب كنسه بالتعليم المنحاز للمعرفه والعلم والعصر ….دعو هذا الشعب ينتفس برئه العصر ولو مره ….
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …