خيارات حمدوك، لا تظلموا الرجل!

خالد عثمان :

الرأي الذي يخرج من أي إنسان يتشكل عبر طريقة تلقائية ومعقدة في آن واحد، ويلعب التأهيل العلمي والخبرة العملية وتجارب الحياة ت الدور الأكبر وبعد خرج ذلك الى الناس عبر الميزات الشخصية والظروف المحيطة.
تقييم أداء رئيس الوزراء عبد الله حمدوك منذ بدايات الفترة الانتقالية كان عاطفياً جداً مضخما بعواطف الثورة وأشواقها، وعندها وضعت الجماهير كل ثقلها واحلامها في سلة حمدوك، ولكن التعثر والتأخير في الوفاء باستحقاقات الثورة في ملفات العدالة الانتقالية والاقتصاد، أصاب هذا التعثر معظم الناس بالإحباط والحزن العظيم.

ان العقبات التي تواجه الانتقال فاقت التقييم والتوقع، بل اتضح ان الانتقال كان قاصراً ومقيداً برغبة العسكر وأهدافهم، وحسناً فعل السيد رئيس الوزراء بالصبر على هذه المكاره ليتمكن من تحقيق الأهداف بنجاح باهر، ومنها رفع أسم السودان من لائحة الإرهاب وإعادة السودان للمجتمع الدولي والمؤسسات المالية العالمية.

كذلك سعى حمدوك لتقليل فرص العسكر والميلشيات في الانقضاض على السلطة باستدعاء الأمم المتحدة ووضع الشأن السوداني تحت نظر المشرع الأمريكي، صحيح نلاحظ انحناء الرجل امام عواصف الفتنة وآخرها زوبعة المناهج، وهذه في نظري ممارسة سياسية لا غبار عليها، بل هي أمر محمود ومطلوب، لذلك رجاءً لا تظلموا الرجل.