‫الرئيسية‬ رأي فشل لقاء السيسي – الكباشي
رأي - يناير 17, 2021

فشل لقاء السيسي – الكباشي

بشرى احمد علي :

موقف مصر من الحرب على إثيوبيا اتسم بالغموض..
على الرغم ان الرسالة التي يود توصيلها الفريق كباشي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعتبر من الأهمية بمكان، خاصة وان مصر هي الدولة التي تدق على طبول هذه الحرب وتسعر الأرض بالمواقف الاعلامية الداعمة للمكون العسكري ، الا ان الموقف المصري كان مخيباً للامال ومحبطاً من الدرجة الأولى، فقد ركز الرئيس السيسي على انشودة العلاقات التاريخية بين البلدين، وهي عبارة ومفردة تصلح في الغزل السياسي، ولكنها لم تحدد موقفاً واضحاً من الحرب المحتملة مع إثيوبيا، ولم يطلق الرئيس السيسي اي وعود تذكر سوي الترديد بأن بلاده قلقة من الذي يحدث ، لذلك سوف يعود الفريق كباشي من مصر بخفي حنين ويكون على الفريق برهان (وزن) معادلة الحرب بعد استبعاد متغير السيسي ..
والرئيس السيسي خيب آمال الفريق برهان كما فعل سلفه حسني مبارك مع النميري في عام ٨٣، حاول الرئيس النميري توظيف اتفاقية المشترك التي وقعها مع مصر ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، الرئيس النميري زعم انه يحارب إثيوبيا بقيادة مانغستو هايلي مريام وبأن الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق هي مجرد مخلب قط، ولكن الرئيس مبارك كان يرى ان تلك الاتفاقية لا تنطبق على الحركة الشعبية ووصفها بأنها فصيل سوداني لا تقبل مصر بمحاربته بحجة تطبيق بنود اتفاقية الدفاع المشترك..
مصر لم تمنح تاييدها للحرب ضد إثيوبيا لأنها لا زالت تراهن على نجاح مهمة التفاوض معها حول قضية سد النهضة، كما أن مصر لا تغامر في الحروب الغير مضمونة النتائج على عكس القادة العسكريين السودانيين الذين يرون ان الحرب تضفي شرعية على تمسكهم بالسلطة ، حتى في الملعب الليبي حافظت مصر على الإبتعاد من ملعب الحرب المباشرة ضد حكومة طرابلس في الغرب ، وكلنا نعلم ان التحولات الإقليمية بخصوص الحرب مع إثيوبيا لا زالت غير معروفة، ويبدو القادة العسكريين السودانيين مبتهجين بقدوم هذه الحرب، فهم يرون فيها منفذاً للفرار من الاستحقاقات السياسية في الداخل، ولكن الرئيس السيسي كان أكثر براغماتية في التعامل مع هذه وان فتح الباب لوسائل الإعلام المصرية لدعم وجهة النظر السودانية ، فهو رفض المشاركة في حرب اليمن على الرغم من السخاء الخليجي على بلاده، فهو بالحياد في الصراع مع إثيوبيا، لن يوفر مساحة لتركيا لتنقل ساحة المعركة من طرابلس الي أديس أببا..
مصر سوف تقدم نفسها كوسيط يقبله العسكر السودانيون خوفاً وطمعاً، فالسودان هو ورقة تفاوض مصرية مع إثيوبيا، فذاكرة المصريين في حرب اليمن ايام عبد الناصر لا زالت محتفظة بالصورة الكارثية لمشاركة الجيش المصري في حرب تقع خارج حدوده.كما ان اتفاقية التسليح مع الولايات المتحدة تحظر على مصر استخدام الأسلحة الأمريكية ضد دولة صديقة لها.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …