
سوق ( الفشل ) المربح للاقتصاد السوداني الى اين ؟
عمران عباس يوسف :
بلا شك أن من نام بعد قيام مصنع سكر كنانه في السبعينات …. واستيقظ في عام 2021م؛ لن يجد إلا مصنع جياد وجامعات ولائية؛ وعاصمة مزدحمة ….وميناء يناسب قدرات وامكانيات تلك الفترة….ويجد أن بعض سكان الأقاليم مازالوا يزرعون بنفس الادوات ويعيشون بنفس سلوكهم الاستهلاكي والانتاجي ….
وقد يجد سودانيون هزموا الجهل بالعلم … ولكن غاب العلم عندما انتصر الغلاء المعيشي رغم الموارد….
ان من نام في فترة السبعينات واستيقظ في عام 2021؛ ترك دولا عربيه كانت تشكو قلة الماء وكثرة ( القمل)؛ بينما كان يشكو السودان قلة المنح والبعثات التعليمية البريطانية …..
ولذلك دعونا نستيقظ ونقول عندما يزحف الجوع إلى قلب الخرطوم ( ولم يحدث ذلك في تاريخها حتى أيام المجاعة) هذا يعني أن الحلول تحتاج لاستدعاء آراء بعض الاقتصاديين ومنهم ( سن sen ) الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد
It is not a problem of accessibility it a problem of availability of food
( انها ليست مشكلة إمكانية الوصول ( إلى الغذاء )؛ لكنها مشكلة توفر الغذاء)
فالقمح والدقيق متاحان في السوق العالمي ولكن من يمتلك العلاقات لوضع صفقات وعقود ( ممكنه) لتوفرهما في السوق المحلي وحل المشكلة…
ان ما نخشاه هو عبارات *نهرو* ( اذا انهار الاقتصاد انهارت الاخلاق) ….وعبارة ( الجوع قوة لا تعرف القيم ).
لم تهزم الهند شبح الجوع إلا بالإنتاج و( بالإدارة الاستراتيجية) مع عدد سكانها الذي يصل إلى مليار …وهنالك شريانين كان لهما الفضل في تقدمها عبر استراتيجيتها:
_ ديمومة الديمقراطية بعيد من الانقلابات العسكرية التي لم تحدث في تاريخها.
_ وخطوط السكة حديد التي سهلت التواصل والنقل.
كانت الهند في فترة الاستعمار البريطاني( كالريشة في مهب الريح) لا تجرؤ على مواجهة البريطانيين حتى قال فيهم جمال الدين الأفغاني اني( من كثرتكم أيها الهنود لو كنتم ذبابا لطردتم الانجليز)؛ ولكنها الان في مصاف الدول العشرين بدخل قومي يفوق الترليون دولار ….بفضل ( إدارتهم الاستراتيجية).
الإجماع الوحيد الذي يجتمع اليه السودانيين الآن هو عدم وجود ( ادارة تخطيط استراتيجي) دائمة تفرق بين الحكومه والوطن …فالحكومات تذهب وتبقى المؤسسات الوطنية عبر التخطيط …
سوق الفشل يأتي من سياسيين يغيبون رؤية الخبراء وقيادات المجتمع التي تعرف مجريات الأمس وتفاعل اليوم وتستطيع التنبوء بالمستقبل …
سوق الفشل المربح يكون عندما ينطلق السياسيون بدون تراكم معرفي لمرتكزات الوطن ….ودستوره (الاستراتيجي للخطط) وميزات الولايات النسبية ….فيعبثون بموارده الاقتصادية ….وقدرات شعبه ( فالذي يحرك الإنسان ليس الذي يأتي إليه طوعاً، بل ما يدفعه ليحضره) كما يقول توماس فريدمان.
دعونا نتواضع لنقول اننا قد حققنا الاستقلال السياسي لكننا لم نحقق الاستقلال الاقتصادي بعد …لاننا لم نحقق شروطه :
_ إدارة استراتيجية تعلو على الحكومات وتخدم الوطن.
_ مناهج تحفر في عقول الأبناء لتخرج إبداعهم وتعليمهم المهارات واستغلال الموارد المتاحة.
ختاماً أي عمل ما لم يصدر عن إدارة وقيادة تشعر بزيادة الإنتاج والحث عليه؛ فإنها تعيدنا إلى الوراء ومحاولة ( النوم في فترة السبعينات) والاستيقاظ في زمن اخر تبحث فيه الأجيال عن ثوره تخرج الثروة.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …