لا يملكون من المدنية الا الزي المدني

محمد فاروق سلمان :

وبنفس ما يكون اخر حلقات العنف هو سيطرة غشامته المطلقة، حتى لا يكون التعايش معه في طاقة اي كان، يكون بعث المدنية في تاريخ الشعوب هو ابتذالها المطلق على نحو ما يفعل المدنيون انفسهم عندنا الان: طبقة سياسية لا تطيق المؤسسات المدنية، افراد يقفزون على استحقاقات العمل المدني الحقيقي، مدنيون ماخوذين بطموح السلطة ولا يملكون مِن المدنية الا الزي المدني، مثلهم مثل عسكريين طامعين في السلطة لا يملكون مِن العسكرية الا زيّها، لن تجد بين اي منهم قيم للنظام او القدرة على الانتظام للاضطلاع باي واجب مهما بدا ملحاً، وبقدر ما تتتجاوز الصرامة العسكرية هذا العجز القيمي عند قيادتها بانضباط منسوبيها المهني وبطبيعتها المؤسسية منشئاً، يتجاوز الانسان عجز قادته المدنيين والعسكريين في نظامه المدني المهيض بفطرة منسوبيه وتوقهم للحرية، وبذات القدر الذي يكون تململ الافراد في المنظومة العسكرية من قادتهم تمرداً، يكون انقلاب الجمهور على كلا قادة الزِّي المدني والعسكري تحررًا.

“وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ” _سورة الانفال، الاية ٤٤.