
حياتنا… قوالب
حسام الدين عمر النصري :
مرات بنكون محبوسين في صورة… في قالب… ممكن قالب جميل و ممكن يكون لامع وجذاب وفيه فيونكه كده… وفي قوالب كتيره تانيه ذي قالب القوة و العظمة… قالب النجاح… قالب الزول غريب الأطوار… قالب الزول الغني و قوالب تانية ممكن تتشاف سالبه و دي كتيرة ذي قالب الطائش و الصعلوك و غيرها…
مرات بنعمل قالبنا برانا(او بنتخيل كده)… بس في معظم الأحيان بنشوف القالب المتاح و نخش فيه…
القالب بكون حماية… صورة من بره عشان تتشاف بيها و تتصنف بيها قدام الناس… ما بالضرورة بتعكس بالظبط انت منو… بس ياهو المتاح… و بنقعد جواهو و نحس بنوع من انواع الأمان و التعود… عشان ما بنحتاج نعمل تعريف لنفسنا كل مره…
القالب مرات بيبقى هو المساحة المتاحة لينا… نعيش فيها و نعيش بيها… خصوصا لما يبقى القالب قدر المقاس بالظبط… بس مرات بيكون المقاس ما مظبوط…
مرات القالب بكون كبير شديد علينا… و نحس بأنه ما بنستاهل هذا القالب او الوضع البتيحو لينا القالب ده… يبقى شي فضفاض مبهدل كده و يحسسك بأنه أي زول شايف حقيقتك و هي انك ما مالي قالبك… قالب تقيل عليك معطلك و انت شايلو بصعوبة و بيدقر معاك في كل الأبواب الممكن تكون مناسبه… قالب واجع ظهرك ومعطلك…
مرات بحصل العكس ونحن بنكبر على القالب و يضيق علينا و يبقى سجن للروح و الجسد… و يبقى مافيهو مساحه للنمو او الحركه… ويضيق لحدي ما يبقى مافي مساحه للتنفس… و يبقى خياراتك صعبه بين انك تختنق او تكسر القالب…
ما عارف اذا في حياة حقيقية بره القوالب دي او بشكل أدق حياة بدون قوالب… بس المتأكد منه انك ممكن لو فكرت شويه تعرف انه انت في ياتو قالب… هل ممكن تغير قالبك كلو على بعضو كده؟ دي قصه صعبه و فيها مخاطر كتيره و مزالق مداهمة و مواجهات مع النفس و مع الناس كبيرة… و نتايجها ما مضمونه…
بس بصراحه مغامرة مهمه…
معظمنا بيختار يقعد في قالبة بخيرو و شرو…
بسيطين بيكون عايز يرمم قالبو و يعمل ليه صنفره و بوليش كده و يقنع نفسو بأنه عمل تغيير…
لكن في ناس نادرين و أقرب للجنون (بمقاييس اهل القوالب)… ديل بيكسرو القالب… بيدشدشوه حته حته… بيصلو مرحلة انكشاف و تعري شبه كامل لنفسهم و للناس المهمين ليهم(ما بالضرورة لكل الدنيا)… ناس كسرو خوفهم من نفسهم و من انهم يظهرو حقيقتهم للدنيا… فرحو بتحررهم من القالب و علقو أجزاء منو في جدار حياتهم الاحتفائي…مرقو للدنيا بجلد جديد رقيق غير محمي.. و مرقو بضوء او ظلام…
كسر القالب ما كلو نور و عصافير و موسيقى و ملايكة… كسر القالب برضو فيه ظلام و ألم وشياطين و بعض جحيم… كسر القالب ولاده جديده…
او موت…
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …