
هواء طلق … لاءات المقاومة المجيدة المجيدة
فتحي البحيري:
يلومنا البعض على ما يسمونه اسرافا في حسن الظن بلجان المقاومة وقوى لشارع الثورية الحية والغريب أن نفس هذا البعض ظل ينعتنا بأننا لا يعجبنا العجب ولا الصيام في رجب وأننا نسرف في النقد والهجوم والامتعاض “عمال على بطال” ولعمركم – سيداتي انساتي سادتي – فإن كلا النعتين المتناقضين الجائرين شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها .. فمن ناحية فان اي تقدم واي تطور واي نجاح واختراق في أي مجال من المجالات هو ابن شرعي أصيل لاعمال النقد الموضوعي البناء ومن الناحية الأخرى فإن الإسراف في مديح الجهة التي يعلم الجميع انها تقدم التضحيات و”تتكالب” على التفاني والاستشهاد وليس في وسعها ولا في نهجها منح المادحين اي نوع من الامتيازات او الرشاوي او حتى الحماية المحضة هو اسراف قمين بان يكون نقيا ومخلصا لوجه الله ووجه الحكمة والغضب والبصيرة والثورة والغد والجماهير
هذه المقدمة القبيحة المقززة كان لا بد منها لأننا ستختار ابتداء من هذا المقال الكريه مرحلة في الكتابة أسمها زمن الطبطبة واللميس انتهى .. فعلى اي ود يتعين علينا أن نبقي مع الذين اختاروا ان يكونوا في منتصف المسافة “على الاقل” بين الشعب وقتلته وبين الجماهير وناهبي ثرواتها ومواردها وممتلكاتها العامة والخاصة وبين هذه الثورة المباركة المجيدة واعدائها؟
الافتراض ان اللاءات المجيدة هي نتيجة لعدم الخبرة وحداثة السن هو افتراض في غاية السذاجة والمصادرة والسطحية … مع وافر احترامي وخالصه لضحايا هذا الافتراض
لقد برهنت التجربة مرة بعد أخرى خلال الثلاثة أعوام الماضية ان كل خيارات الحوار والتفاوض والشراكة والتسوية تؤول إلى خسائر فادحة في وقت هذا الوطن وأرواح بنيه وفرصه الضائعة وكل موارده التي لن تعوض وأنها تفتقر جميعها للخبرة والحنكة والإخلاص والضمير
وحدها اللاءات الثلاث هي التي تبرهن على مدار الساعة انها الأكثر صدقية وجدوى واتضاح
كما ان اعتقاد ان هذه اللاءات قد بدأت بعد انقلاب 25 اكتوبر ليس بصحيح .. لقد ولدت هذه اللاءات منذ 11 أبريل 2019 وما ترتب عليه من فراغ دستوري ملاته لجنة البشير الأمنية أولا بوضع اليد وبغير اي وجه حق او شرعية وانقسام الناس ساعتئذ بين مهرول للتفاوض مع هذه السلطة الزائفة وبين متمترس في بداهة ان اي تفاوض معها سيمنحها شرعية لا تستحقها ولعل الناس يذكرون هاهنا أحاديث الأستاذ علي محمود حسنين والدكتور محمد يوسف أحمد المصطفى وغيرهم والشيء بالشيء يذكر.
والذي حدث ان المهرولون إلى التفاوض قد نجحوا بشكل او اخر في فرض توجههم بعد ازاحة رموز موقف اللاءات بشكل او بآخر أيضا من مواقع التأثير والقرار
والآن ما هو حصاد عدم المضي في طريق اللاءات؟ اي نضج وأي خبرة واي حكمة وحنكة وبصيرة وعمق سياسي يتبدى لنا من آثار عدم المضي في هذا الطريق ؟ لا شيء البتة … على العكس تماما .. لقد أنتج المضي في طريق التفاوض والحوار والشراكة أسوأ واقع يمكن تصوره واعادنا بالفعل إلى ظلمات الإنقاذ الأولى من حيث كل شيء.
لكم أن تتصوروا. .. سيداتي انساتي سادتي … هل كان من الممكن أن يشهد عهد الثورة الميمون سقوط او صعود تلك العناصر المدتية الفاسدة والمريبة والمعادية للثورة والشهداء جملة وتفصيلا من امثال اردول ومانيس وعسكوري وعلي بخيت ومنعم سليمان وهبة جنجويد وغيرهم وغيرهم لولا أن الناس قد اختارت سلفا طريقا لا يمكن له أن ينتج أفضل من هؤلاء؟
حصاد عدم اختيار طريق اللاءات منذ البداية جعل حمدوك يختار الإطاحة بامثال أكرم التوم والبروف محمد الأمين والقراي ويكنكش في امثال مانيس واردول وعلي بخيت وهبة جنجويد والحديث ذو شجون
دعك من كل هذا وأنظر إلى أعقد المشكلات التي تواجه البلاد الآن … تمدد الجنجويد وتوطينهم لوافدين جدد … التعقيدات التي ازدادت حول وضعية الجيش والشرطة وعلاقتهما مع الشعب واقتراب انهيارهما الكلي .. اعاثة الحركات المرتزقة الفساد في بنية الدولة والمجتمع باسم اتفاقية جوبا الانقلابية وغير ذلك … ما الذي أدخلنا في كل هذه المآزق سوى المضي الطفولي والانتهازي غير الناضج في غير طريق اللاءات؟ وتخيل كيف ان مهام إعادة هيكلة الجيش والشرطة وتسريح الجنجويد كانت ستكون أسهل بكثير لو أننا كنا اتبعنا سبيل اللاءات المجيدة المجيد ؟
ومن العجب ان تتصاعد الدعوات الأبوية الساذجة والمتعالية المتعطرسة للعدول عن لاءات الثورة المجيدة المجيدة ونحن بين يدي ذكرى 29 رمضان الحزينة الثالثة والشعب أقرب ما يكون لقطف ثمار هذه اللاءات المباركة !!
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …






