
حبايب يا الطيب
الطيب بشير:
بدأت علاقتي بالعمل الوظيفي وأنا في سن التاسعة عشر، أيام البرلمة بالجامعة، وكان أن عملتُ كاتبا مالياً بديوان شؤون الخدمة، لبضعِ شهورٍ قبل أن ألتحق بالتلفزيون، وقد كانت للراتب هيبته وللصراف سطوته، لي ذكريات مع صديقي معاوية صراف الإذاعة وعم عبدالحفيظ الوقور الأشيب صراف وزارة الداخلية، قبل أن تأتي فكرة التوريد في البنك ويفقد الصراف أهميته.
أذكر أنني قلتُ للصراف بديوان شؤون الخدمة: أنا موظف جديد وما شايف إسمي في ال_ B Sheet
أنا سمعتها هكذا B Sheet … وافترضت أن الموظفين القدامى مكتوبين في A Sheet
الطريف أن الصراف صحّحني وعلّمني دون أن يحرجني إذ قال لي:
مرحب بيك في الديوان، الموظف الجديد ما بنكتبوا في ال Pay Sheet العمومي من أول شهر وح تلاقي إسمك في القائمة الصغيرة ديك وهي برضو جزء من ال Pay Sheet
كررها بتركيز على مفردة Pay ونطق حرفها الأول بتميّز الذي يدري …. ولم يلحظ أحد الموظفين الواقفين أن الرجل كان يعلمني، لأنه لم يتعمد إحراجي كما يفعل أنصاف المتعلمين …
وهناك بالطبع شباك صاحبنا معاوية صراف الإذاعة وهو عالَمٌ محفوفٌ بالحنين للزمن الجميل، لأنك حين تقصده تجد أكثر من Sheet وبالطبع جمعها شيتات!! وفيها كل ما تم (تنفيذه) على الهواء لذلك يسمونها (التنافيذ)…فتقوم توقّع هنا وتوقع هناك…تشيل قروش من جريدة المساء ومساء الخير يا وطني وعالم الرياضة والأخبار…تطلع مبسوط ومعاك جنيهات حنيذة…معاوية كان بيضحك لما نقول ليهو (دايرين جنيهات جديدة)!! طبعاً الحوش مليان بالمسرحيين وكبار المهرّجين فلن تعدم من يرد عليك ويعملك مسخرة النهار..
الغريب أنني كنت أعمل رسمياً في التلفزيون ومتعاون مع الإذاعة…لكن…لا ذكريات لي مع صراف التلفزيون…. من زمن فاروق سليمان لحدي الجنى السنيح الجابوهو في مباني النيل الأزرق الحالية..
نجي لي صراف الداخلية…وقد كان عم عبدالحفيظ هو صرافنا في بداية فوضى الكيزان مع الجنيه السوداني العظيم…فكانت (الماهية) تخلص في الأسبوع الأول وبعدها فلوس (الإستعداد) تطير في أقل من أسبوع… ويتبقى مجهود تكملة الشهر بين مباصرة قريشات من الحوافز في تخريج أو احتفال أو تعاون مع التلفزيون والإذاعة والصحف…ولما تقفل (دوت) نجي لعم عبدالحفيظ للسلفية…وكل الفلوس دي كانت فطور وشيء قليل للتأنق!!…لأننا كنا سايقين عربات حكومة والبنزين حكومة وساكنين في بيوت أهلنا التي لا نساهم فيها إلا بالنذر اليسير…لفت انتباهي لهذه الكتابة طنين في الموبايل قبل قليل يفيد بأن راتبي قد وصل البنك! طيب وين معاوية وضحكتو الساخرة؟….وين عم عبدالحفيظ ونظراتو من تحت النظارة الطبية السميكة لما يقول ليك (حبايب يا الطيب)..والتي تعني أنك قد تسلفت كل الراتب!! وين طرفة الكاتب الأديب عادل محمد خير مع المقريء إبراهيم كمال الدين؛ ولن أوردها قبل الإفطار؛ وين…وين…وين..
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …