هل يعيش حزب المؤتمر السوداني أزمة تنظيمية صامتة …ماذا بعد المؤتمر التداولي (١) ؟!!!

منتصر ابراهيم :

الإهتمام بحياة الأحزاب ، والتفاعلات الداخلية مسألة مهمة للرأي العام من ناحية ، ومن ناحية أخرى تزداد الأهمية في حالتنا الراهنة وبلادنا تشهد حراكاً سياسياً واجتماعياً بأشكال مختلفة ؛ لذلك أرى أن تسليط الأضواء على الهيئات السياسية مسألة في غاية الأهمية ، ومن ناحية ثالثة ذات اهمية مزدوجة في حالة حزب المؤتمر السوداني لكونه يمثل طليعة الأحزاب الجديدة التي وجدت قبولاً وإقبالاً من جماهير واسعة ، ومن ناحية رابعة لكون المؤتمر السوداني يمثل ثقل سياسي في تحالف قوى الحرية والتغيير المنخرطة في العملية السياسية كطليعة لقوى الثورة ؛ لذلك لزاماً عليها أن تستوفى معايير ومتطلبات الحراك السياسي الذي ينشده المجتمع السوداني ، وأن تستجيب لتحديات وتطلعات مشروع التغيير ، من شفافية ومؤسسية وديمقراطية ونحو ذلك .
انخرط المؤتمر السوداني في الأيام الماضية في أعمال مؤتمر تداولي ، لا اعرف بالضبط أين يقع في جداول المؤتمرات الداخلية ، كدورات إنعقاد المجلس المركزي مثلاً ، او المؤتمرات الاستثنائية ؛ لكوني غير مطلع على تفاصيل النظام الاساسي للحزب ؛ لكن أعتقد أن المؤتمر انعقد في ظل ازمة تنظيمية صامتة يعيش فيها الحزب ، بعكس تماماً الصورة البراقة لمظاهر الديمقراطية للمؤتمر التداولي ، تتمثل الازمة التنظيمية في إجراءات عقابية صارمة في مواجهة عضوية فاعلة ؛ ليس اقلها تجميد المكتب التنفيذي لولاية الخرطوم بكامله ، الذي يرأسه سليمان الغوث الذي تم انتخابه في المؤتمر العام الحدث الأبرز فى العام السابق ، وقد هلل الناس على تطور الممارسة الديمقراطية والحزبية السودانية بعد التغيير ؛ لكن للأسف تبددت تلك الصورة الذاهية باختبارات عملية لمكتب الخرطوم الذي استقالت منه الاستاذة مواهب مجزوب ، حيث لمحت في استقالتها إلي أن انضمامها للمؤتمر السوداني ، جاء رغبة منها في اللامركزية القابضة حيث يتاح للفرعيات أن تتخذ ماتشاء من سياسات .
*قصة فرعية ولاية الخرطوم .
نمى إلي علمي أن مكتب فرعية ولاية الخرطوم ، يخضع لاجراءات عقابية بالتجميد لمدة ستة شهور بسبب عمل مكتب الفرعية على تأسيس وإعلان فرعية لقوى الحرية والتغيير لولاية الخرطوم مع عدد الأحزاب المنضوية في التحالف ، وقد تم إعلان ذلك الأمر بصورة فجائية واختفى بذات الفجائية ولم نسمع بها حتى اليوم ؛ وبسبب إعلان رئيس الفرعية لهذه الخطوة تم اخضاعه لمجلس محاسبة قضى بتجميد عضويته لمدة ستة شهور !!!!
لماذا يرفض او ترفض قوى الحرية والتغيير والمؤتمر السوداني تأسيس فرعيات لقوى الحرية والتغيير بالولايات ؟!!!!
لماذا هذا الإجراء العقابي بهذه الصرامة البوليسية المشددة ، ما خطورة الخطوة ، وعلى من تمثل الخطورة أي امتيازات سياسية تهددها فرعيات قوى الحرية والتغيير ، أليس منْ روح الديمقراطية أن تتشكل مستويات القرار تصاعدياً في المستويات القاعدية _ مربعات _ احياء _محليات _ ولايات _ ثم المستوى المركزي لكل السودان ؛ أليست هي اللحظة الديمقراطية التي يعيشها السودانيين ؟!!!
*هناك مظهر اخر للأزمة التنظيمية والسياسية التي يعيشها حزب المؤتمر السوداني ، وذلك بتجميد عضوية ١٧ من عضويته على راسهم Nour Salah الوجه الاعلامي الابرز والقيادي الباسل ، حيث اعلن ترشحه لرئاسة الحزب في المؤتمر العام القادم ؛ بتهمة ( التكتل ) خارج الأطر التنظيمية فقط لانهم قاموا بانشاء قروب واتساب ؟!
وأنا في هذه النافذة أشيد واحترم صمت الاعضاء على هذا التعسف لأنهم يحتكمون لاعراف سنوها هم انفسهم ، واختاروا الخضوع لها ، لذلك صمتوا من باب إحترام الأسرار التنظيمية لتتم معالجتها داخلياً ، لكن حينما تتجاوز القضية حدود المعقول والمنطق ، يحق علينا أن نتساءل ؛ كيف يقوم حزب بتجميد عضوية ١٧ من عضويته بتهمة انشاء ( تكتل ) خارج الأطر التنظيمية ، هل يتبع المؤتمر السوداني الأعراف البلشفية والبوليسية بحيث يشعر بخطورة التكتلات ؟!!
هناك حالة إستياء وإحباط عام ، تجاه الأحزاب السياسية ؛ ولا اعتقد أنها مسألة ايجابية تصب في صالح التحول نحو الديمقراطية ، واتاحة فرص المشاركة السياسية ، ولابد أن الأوضاع في حزب المؤتمر السوداني ليست بخير وإن كنت اتمنى عكس ذلك ؛ خصوصاً ونحن نسمع قائد الانقلاب يهدد الأحزاب بالانتخابات ، إذن فلابد أنه يسعدني أن تكون الصورة في المؤتمر السوداني ذاهية كما يتمناه الناس ؛ بينما الواقع غير ذلك ؛ إذ يعزوه بعض الاعضاء احتفظ بذكرهم خوفاً عليهم طبعاً من الاجراءات العقابية ؛ يعزون ازمة الحزب إلي ضعف شخصية الدقير كرئيس للحزب ، لافتقاره للخيال السياسي والقدرات القيادية ، مما سمح بسيطرة ( تكتل ) من شلة محددة تضم اشخاص زوي تفكير ( بوليسي ) بطبعهم ، ربما نذكرهم بين حيثيات النقاش .
أدناه في التعليقات استقالة مواهب مجزوب .