جبريل مجرد ظل .. الفيل هو جيش العار

هشام عباس :

ما يمارسه جبريل ابراهيم من عبث وكل هذه الفوضى الاقتصادية التى نعيش فيها ماهي الا انعكاس لواقع صنعه الجيش والعسكر واى شخص اخر مكان جبريل لن يقدم اكثر مما يقدم ولا سبيل امامه سوى هذا العبث فى ظل دولة تعانى الانهيار وتوقف عجلة الانتاج وغياب الرؤية وحتى غياب المساعدات مع سيولة امنية وسياسية ,, البلطجة قرارا وتطبيقا هى السياسة الاقتصادية الوحيدة المتاحة حاليا امام جبريل او اى مسؤول ياتى مكانه لذلك يبقى جبريل مجرد ظل للفيل .
الفيل الذى خلق لنا هذا الواقع وانتج لنا الكثير من الظلال التى يختبئ خلفها لادارة المشهد هو الجيش السودانى بقياداته غير المسؤولة وعقليته المليشياوية ورؤيته المنعدمة وتاريخه الذى يعج فقط بالعار ولا شئ غير العار .
هذه المؤسسة التى لم تقدم طوال تاريخها شيئا فى صالح الوطن ولا موقفا واحدا مشرفا طوال تاريخها الطويل كل مآسي الوطن تبدا وتنتهى من هذه المؤسسة .. والمشكلة ليست فقط فى تاريخ هذه المؤسسة الملئ بالعار والشنار والاجرام والابادة والتخلي عن الواجبات والانقلابات العسكرية وتدمير البلاد والعباد ,, المشكلة ان هذه المؤسسة هو اعرض عنوان واوضح معنى لعدم المسؤولية .
عدم المسؤولية فى ان هذا الجيش استمرأ الانقلابات العسكرية وقياداته تاريخيا مرضى بشهوة السلطة وعبادة الكرسي لكنهم بالرغم من انهم حكموا البلاد اكثر من 56 سنة من عمر الدولة منذ الاستقلال 67 سنة جلسوا على الكرسي واستولوا على السلطة لكنهم لم يقوموا ولا مرة واحدة بواجبات هذه المسؤلية ,, يريد ان يحكم لكن لا يهمه ان مات الشعب جوعا يريد ان يجلس على الكرسي لكن لا يهمه ان مات كل الشعب حروبا وتفلتا امنيا يريد ان يحكم ولا يهمه ان انهار التعليم او دمرت الصحة او تحولت الدولة الى حظيرة من سوء الخدمة ..
حولنا دول كثيرة عاشت ولا زالت تعيش فى ظل الديكتاتورية وحكم العسكر لكن على الاقل مع كل السوء والبطش تجدهم يتحملون مسؤلية البلاد والعباد ولو على سبيل اسكات الافواه عنهم او ارضاء الناس بحكمهم . وان لم يفعلوا اى شئ مما ذكر على الاقل يقومون بابسط واجباتهم وهو الدفاع والامن .
تماما العكس نشاهده عبر التاريخ من جيش العار … حكموا كل هذه السنين ولم يضيفوا بل العكس دمروا حتى ما تركه المحتل الانجليزيى من مشاريع ومرافق ,, سرقوا كل مقدرات البلاد واهدروا موارده ,, حولوا البلاد الى بقعة من الدم والاجرام والابادة والبشاعة ولم تسلم اراضينا فى ظل حكمهم من الانقسام بل والتفريط فى جزء من الدولة لصالح دول اخرى .. جعلوا الدولة مرتعا للجهل والتخلف والسوء فى كل مناحي الحياة .
وكما تاريخ هذا الجيش القمئ العاطل الباطل عبر التاريخ نعيش اليوم نفس الواقع ,, انقلاب عسكري ثم سطو على السلطة ثم عدم المسؤلية .. خلقوا لنا ظلال عديدة من عديمي الضمير والمرتزقة لكى لا يتحملوا المسؤلية ,, هم يحكمون وهم من صنعوا هذا الواقع وامثال جبريل من الظلال القذرة تتحمل السب والشتم انابة عنهم .
صحيح ان امثال جبريل يستحقون اكثر مما يقال فيهم لكن ان كنا نريد الحقيقة يجب مواجهة الفيل وليس ظله .
ان لم تقطع يد هذا الجيش ويخرج عن المشهد السياسي نهائيا والى الابد لن تقوم لهذه الدولة قائمة لان هذه المؤسسة هي وكر الشيطان ومنبع الشرور واصل الكوارث وان لم نوقن بهذه الحقيقة ونعمل عليها لا تلوموا الا انفسكم ليس جبريل او غيره .