
إنما يرمي الناسُ الشجر المثمر
الطيب بشير
إنما يرمي الناسُ الشجر المثمر، هل رأيتم أحداً يوماً يقذف الطوب باتجاه (العوير والدَمـَـس)؟؟!!..وسيادتو عمر عثمان، أول الدفعة 56 له ألف ميزة، غير الذي نجهله عنه، هذا الرجل أفزع الكيزان المسيطرين على وزارة الداخلية حتى اللحظة فنسجوا من حبال أوهامهم بياناً شانئاً أبترا، لا توقيع عليه (والشينة منكورة) …. واجتهد البيان للنيل من رجلٍ، أقلّ خصالو إنو عفيف، فطاشت سهامهم…وبصريح العبارة يخشى أصحاب البيان الأبتر من سيادتو عمر عثمان البرنجي لأنه يستطيع إدارة الشرطة بإصبعي (القانون والإدارة) وهو ابن المدرستين…. لبس الدبورة عن جدارة وتفوّق وعمل بها في الجنايات والمباحث وفض الشغب…وتم تثبيته بالنجمتين فأضاءت ما حوله وذهب بنور السابقين السابقين، من ثم جاءت رتبة النقيب تحصيل حاصل لضابط على قدر من الكفاءة مشهود…وبعد المعاش برع محامياً ومستشاراً قانونياً، لكن ليس هذا هو المهم، بل تصدّى سيادتو عمر عثمان للدفاع عن قضايا الشرطة الخاسرة في الأسافير، وترافع عنها بدافع المحبة وتحدث عنها بدراية، لم يرقَ لها إعلامُ الشرطة، والذي يلينا نحن ضباط الدفعات الجامعية (المغضوب عليهم جملةً) ظل سيادتو عمر عثمان يسير في طريق وعر (جاب ليهو الهوا) برغم أن هناك عدد مقدّر من أصحاب السعادة ساروا فيه؛ مثل سعادتو فيصل عثمان وسعادتو النور يوسف وغيرهم؛ لكن السهام ظلت تلاحق سيادتو عمر عثمان (لماذا تدافع عن دفعات الجامعيين؟)… لكنه مع النفر الطيب من القادة كانوا يميزون الخبيث من الطيب ….
الشيء اللافت للنظر في طرائق إدارة الأزمات لدى سيادتو عمر عثمان هو أنه يبدؤها بالهدوء ويختمها بالهدوء! بالطبع هذا نتاج تربية (متعوب عليها) وقد تجلـّـى ذلك في سودانيز أون لاين حين كان الشتمُ يبدأ بأمك وأبيك وصاحبتك وبنيك وفصيلتك التي تؤويك، تلقى الرد يأتي من سيد عمر لمن أغلظ عليه القول والجملة الأولى (إهدأ يا عزيزي) … أو (لا داعِ لمثل هذا الكلام) …. وما إلى ذلك … بعدها يستحي المغاضب ويبدأ الحوار الموضوعي…
تناول البيان مجهول النسب إنضمام سيادتو عمر عثمان للمؤتمر الوطني، وبالطبع لم يكتبوا حقيقة أنه دخل في عام 2009 وخرج عام 2010 وأنه قد خرج مغاضباً من الحركة الوطنية الإتحادية وأن الإتحاديين؛ الذين يعرفون أهمية سيادتو عمر عثمان؛ أقاموا سُرادق عزاء لمغادرته…. وهو رجل حين غادر الإتحادي وانضمّ للمؤتمر الوطني قابله البشير وحين عاد للإتحادي قابله الميرغني (مو لُقــّـاط طـَـرَف) … وحين صافح البشير قال له (نحن إتحاديين وبنحب الحركة الإتحادية أينما حللنا وسنظل إتحاديين) … وقد تابعتُ النقاش المثمر بينه وبين الإخوة أحمد الشايقي وعثمان رغيم وغيرهم من أشقائه في حزب الحركة الوطنية فما لمستُ فيها غير الإحترام لسيادتو عمر عثمان حين كان اتحادياً وحين ذهب مغاضباً وحين عاد لبيته الأصلي، فمن أين جاء (هؤلاء) بالبيان الأشتر؟؟!!
ولنفرض أن عمراً خرج مغاضباً…هل هو الأول أم الأخير في السياسة السودانية؟ …. كل أحزابنا تتشقق بفعل المغاضبين…خرج ياسر عرمان من الحزب الشيوعي وانضم للحركة الشعبية … خرج المفكر العظيم الراحل الخاتم عدلان ومن معه من الحزب الشيوعي وكوّنوا (حق) …. خرج دكتور الترابي من تنظيم الإخوان المسلمين وكوّن الإتجاه الإسلامي… خرج مبارك الفاضل ودكتور خليل إبراهيم ودكتور غازي صلاح الدين وفي كل يوم يخرج سوداني ويقوم بإنشاء حركة تحرير أو حزب، بل حتى الأندية الرياضية والجمعيات الثقافية يخرج منها المغاضبون… بل حتى القُرى والأحياء تسمع عن خروج مغاضبين وتكوين فرقان صغيرة…. فما هو الجديد ألذي أتى به سيد عمر؟؟…الجديد لمن لا يعلم هو أن جماعة البيان الأخرق يخشون من رجل مثله لأنه ينافسهم في قيادة الشرطة و وزارة الداخلية في المستقبل القريب…. رجل يلقى الإجماع ويعرف كيف ينجح وهو من (بطن بيت الشرطة) وعندنا في الأدب البوليسي يتم تعريف الدفعات بشيئين لا ثالث لهما (رقمها وأوّلها العام) وبعد أن جنت الجبهة الإسلامية على تنظيم الأرقام لم يبق للدفعات القديمة من رمز تتعارف به غير الأول العام فلماذا تريدون أن تحرموا 56 من رمزها؟؟ … الدفعة التي تضم عدداً كبيراً من أصدقائي على المستوى الشخصي، منهم سيد خالد عبيد وسيد أسامة عبد العزيز، وغيرهم … هي دفعة بيان بالعمل وأوّلها وقائدها رمز شرطي لها ولنا ولعموم البوليس فلا تعبثوا برمزنا الرائع ولا تُشاتموه فليس في قاموسه مفردات يرد بها على تطاولكم….سيادتو عمر عثمان … يكفي الذين كتبوا البيان اليتيم أنهم من فزعهم الأكبر لم يكتبوا إسماً أو حتى حروف ترميز، فهم يرتعدون فـَـرَقاً …. ولا تبتئس حين تأتيك النيران (في خطراتك) هذا يؤكـّـد أنهم يسيرون خلفك!! …(نقيب شرطة متقاعد الطيب بشير، الدفعة 61 بالقديم، ضابط يدين بالفضل لسيد عمر عثمان البرنجي وللدفعة 56)
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …