
انهيار أخلاقي وليس اقتصادي يا برهان
عمر عثمان :
عندما يتحدث رئيس مجلس السيادة عن حالة انهيار في أي من مناحي الحياة في دولته فإن أول ما يتبادر للأذهان استقالته واعترافه بفشله في عدم قدرته على تلافي هذا الانهيار، واستمراره بعد الاعتراف بالانهيار اي كان نوعه يعتبر انهيار أخلاقي لا يتماشى مع جرأته في الحديث عن فشله، الأمر الذي لم يعمل به البرهان وهو يتحدث عن حالة الانهيار الاقتصادي وكأنه طرف غير معني بها محاولا رمي اللوم على المكون المدني الذي يمسك بتلاليب الاقتصاد الوهمية بعد أن امسك البرهان عبر شركاته بمفاصل الاقتصاد ووقف يتفرج مبتسما على المعاناه التي يعانيها شركاؤه ثقيلي الظل المتشبثين بالسلطة دون أن يتركوا له الحكم منفردا، فقط ينتظر سقوطهم الذي طال حسب قراءته الخاطئة.
فحديث البرهان عن أي انهيار اقتصادي هو انهيار أخلاقي في المقام الأول لأن الكل يعلم أن مفاصل الاقتصاد بيد الرجل لاسواه وهو يرفض ايلولة شركات القوات النظامية المسيطرة على تصدير كل موارد البلد بينما تشكو خزينتها من قلة الفئران وتكابد الشركات الحكومية رغم قلتها من أجل توفير مايمكن أن توفره للمواطن دون النظر لملايين الدولارات ان لم تكن ملياراتها التي يكتنزها الرجل وبقية شركاؤه في المكون العسكري.
إذا تجاوزنا أن البرهان يمتلك كل الحلول المادية وله من العملة الأجنبية ما يستطيع أن يحل به كل المشاكل الاقتصادية الراهنة والمستقبلية دون الحاجة للتطبيع الذي يسعى إليه جاهدا، واقرينا أن الدولة لا تملك المال الكافي لتسيير أمورها وان هناك (عجز فعلى)، فليس من الأخلاق أن يكسر الشريك مقاديف شريكه الساعي لفعل كل ماهو ممكن من أجل إنقاذ البلد من حالة الانهيار بتصريحات سالبه بل ويقف منتظرا السقوط أو الهروب كما يتمنى اصدقاء الأمس ويروجون لذلك، فمن واجبات الشراكة التضحية المشتركة خيرا وشرا وليس الفرجة والقفز من المركب تجاه طوق النجاة الإسرائيلي في وسط الخليج العربي، هذا الطوق الذي لا يرى فيه خيرا للوطن الا البرهان وبقية عساكر المجلس السيادي والغريب في الأمر أن إسرائيل نفسها لا يمثلها الا من تختاره عبر صناديق اقتراع ليقرر نيابة عن شعبها ومع ذلك تتنازل لتفاوض عسكر السودان دون تفويض، وكذلك الراعي الرسمي لها أمريكا لا تؤمن بحكم العسكر بل تعتبره حكما ديكتاتوريا يجب دك حصونه ومع ذلك تقدم المحفزات لعسكر السودان كي يطبعوا مع إسرائيل، والبرهان يتحدث عن انهيار اقتصادي في وطنه وينتظر أن تملأ قرعته من هبات هؤلاء وأولئك لمجرد أن يدلق حبر رخيص على الأوراق ويصافح نتنياهو ملوحا بالتطبيع.
فارهاب الشعب بالانهيار الاقتصادي الذي يقود التجويع وتصوير أن الحل في الرضوخ للتطبيع ليقبل به دون أحداث جلبة خطة مكشوفه، ومسرحية سمجة وسقوط أخلاقي لأن الشعب نفسه خرج من أجل كرامته التي لا تقبل المساومة بالتطبيع أو خلافه خرج ليشرب كأس الموت بعزة دون أن يتجرع كأس الحياة بمذلة، فالقضية ليست إسرائيل كما اسلفت بل اللعب على عقول الشعب بأن ماهو فيه الآن سببه عدم القبول بالتطبيع مع إسرائيل أو هكذا تتكرر الرسالة هذه الأيام باشكال مختلفة من ضمنها شيوخ حميدتي.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …