‫الرئيسية‬ رأي الرجل الذي حرك نصف القوات التي فضت الاعتصام
رأي - ديسمبر 8, 2020

الرجل الذي حرك نصف القوات التي فضت الاعتصام

مجاهد بشرى :

في كل مرة نقلب حجرا خلف قادة المجلس العسكري تخرج لنا عشرات المعلومات و الحقائق الغائبة , حتى بدأت الصورة تتضح في العلاقة التي تربط بينهم , و لماذا تمّ إختيارهم بالتحديد للتواجد على رأس المجلس العسكري ..؟؟
و لأن الصدفة هي أمر صار شبه معدوم في كل الأعمال المخابراتية , و العسكرية , فدعونا نتحدث اليوم عن حرباء عسكرية إستطاعت أن تموّه جلدها لتسجّل تواجدها بين المدنيين كوجه اليف , و على مخالبها دماء عشرات من شهداء الثورة , و بالأخص الشباب الذي تم الغدر بهم في ساحة الإعتصام , في الثالث من يونيو 2019م …
و بالعودة للوراء من أجل وضع خلفية تجعلك قادرا على فهم القصة , دعنا نطرح سؤالا عليك :
ما الذي يربط ياسر العطا و البرهان و حميدتي , ويجعل الوُد بينهم كبيرا إلى هذه الدرجة ….؟
في العام 2017م و مع بداية الأزمة القطرية , قام الفريق طه عثمان الحسين مدير مكتب الرئيس بإختيار ياسر العطا القائد السابق لحرس الحدود , و مدير ادارة العمليات الحربية بالقوات المسلحة , ليكون قائد القوات التي ستجتاح قطر و السيطرة عليها , و بدون أي إعتراض وافق ياسر العطا الذي خدمه حظه في إكتشاف أن طه عثمان الحسين يعمل من وراء ظهر الرئيس , و بعد مشاورات له مع الفريق هاشم عبد المطلب , رئيس هيئة الأركان و المعتقل حاليا تحت تهمة انقلاب يوليو 2019م , و العقيد حينها يس ابراهيم عبد الغني , و الذي عينه ياسر العطا واليا للنيل الأزرق بعد الإطاحة بالبشير , تجابن ياسر العطا , وأفشى بكل شيئ للمخلوع البشير , الذي أقال طه عثمان الحسين و بقية القصة معروفة …
و لو لم تفهم ماهو الرابط بين كل وجوه العسكر التي ظهرت في فترة الإنقلاب على المخلوع دعنا نوضح أكثر ..
منذ معركة (دلدكو) التي خاضها الجيش , وقوات الدعم السريع المكونة حديثا في 2014م , نشأت علاقة بين البرهان , و ياسر العطا قائد الفرقة 14 مشاة بكادوقلي , و محمد حمدان دقلو القائد الميداني لهذه القوة التي كانت تحت إمرة اللواء عباس عبد العزيز , الذي تمت إعادته للخدمة بعد الإنقلاب و ترقيته لرتبة الفريق أول ….
الفترة ما بين 2014-2016م شهدت رعاية من ياسر العطا و البرهان لقوات الدعم السريع و الفرقتين 14-16 مشاة , و متحركات كثيرة من أشهرها متحرك الشهيد حسين جبر الدار….
و لا ننسى إنتماء البرهان و العطا للدفعة 31 و 33 ، و تقاربهما في الرتبة , و العمل المشترك بالمنطقة الغربية …
ففي إعتراف للصحفي ضياء الدين البلال , كان ياسر العطا هو أكثر النشطين مع بداية ثورة 2018م بين صلاح قوش , و جلال الدين الشيخ , و عمر زين العابدين , لإقناع البرهان بالإنقلاب على البشير , و إستلام السلطة , هذه الخطة لم تظهر للعلن و لم يعرف بها أحد إلا عندما صرّح ياسر العطا بنفسه لقناة الشروق بعد لقاء البرهان الشهير …
و بعد أن إستتب الأمر و أطيح بالبشير , واجهت العطا مشكلة , وهي أن وزير الدفاع بن عوف و كمال عبد المعروف الذين إنضما للإنقلاب , لضمان هبوط ناعم فيما بعد , يمنع محاسبة نظام الإنقاذ , خاصة وان كمال عبد المعروف رئيس هيئة الأركان و الإسلامي المتزمت , اعلن ولاء القوات المسلحة للبشير قبل أيام في لقاء مع قادة الجيش , و وفقا لإعلام النظام البائد فهو بطل معركة تحرير هجليج …
ياسر العطا أقنع حميدتي و البقية بالإنسحاب من هذا المجلس , و الذي سيقضي على أحلامهم بعد أن استخدموا بن عوف و المعروف , للوصول إلى السلطة , أي أن الأمر لم يكن إنحيازا للشعب أو غيره …
تمت السيطرة على المجلس بوجود قوش الذي إطمأن قليلا وهو لا يعلم بأن العطا و البرهان و حميدتي لا يرغبان بوجوده , السبب وراء ذلك هو عداوة قوش لطه عثمان , و الذي أصبح مفتاحا لدول الخليج كلها , و تأكيدا لذلك في 13 ابريل 2019م أي بعد تولي البرهان لرئاسة المجلس بيوم واحد أعلنت الإمارات تأييدها للمجلس العسكري , و أرسلت مباركتها له , و كان لطه عثمان طلبين , الأول إزاحة قوش , و جلال الدين الشيخ , و إخراج عبد الغفار الشريف من حبسه , و إعادة ما أخذ منه …
البرهان والذي عمل كمنسق للقوات السودانية المرسلة إلى اليمن مع طه عثمان , لبّى الشروط دون تأخير…
طه الحسين إحتفظ بياسر العطا لأن الأخير لم يغدر به بل سأل البشير عن العملية و التي اتضح انها من غير علمه , و السبب الثاني فطه يريد أشخاصا يستطيع السيطرة عليهم…
عمل ياسر العطا جنبا إلى جنب مع المحامي ( حسن البرهان ) شقيق عبد الفتاح البرهان , لإطلاق سراح عبد الغفار الشريف بن قريتهم, حتى حكمت المحكمة الدستورية بإطلاق سراحه في الأربعاء 29 مايو 2019م , و الغريب في الأمر ان المحكمة الدستورية لم تكن تملك الحق في إطلاق سراحه , لسبب بسيط , وهو ان العسكر عطلوا الدستور بعد الإنقلاب على البشير ….
لكن طوال فترة الإعتصام جرت إجتماعات بين العطا و عبد الغفار الشريف و زيارات متكررة له في محبسه , كانت هي اللبنة الولى في خطة فضّ الإعتصام , و وفقا لشهود عيان , وعسكرين , أنا على إستعداد لتسليم شهاداتهم للجنة أديب متى ما وافقت عليها …
ففي مساء الخامس و العشرين من مايو 2019م , لاحظ كل الثوار وصول قوة عسكرية ببصات و سيارات تاتشر من جهة مستشفى المعلم , و الغريب هو الغبرة التي تعلوا هؤلاء الجنود , و بدا جليا أنهم أتوا من مسافة بعيدة …. في ظل تعزيز تواجد جنود الدعم السريع في محيط القيادة بشكل ملحوظ , و غياب جنود الجيش الذي اعتاد الثوار على تواجدهم و الحديث معهم على اكواب القهوة , و الشاي …
استلمت هذه القوات جميع المرافق , و عملت على إقامة إرتكاز خانق للمنطقة الشرقية من كولمبيا , فلم تعد مغادرة او دخول الإعتصام ممكنا من تلك الجهة , شاهد عيان تحدث انه في يوم 27 مايو أي قبل أسبوع من فض الإعتصام , تحدث مع أحد هؤلاء الجنود جوار بائعة شاي حول ترس الكلينيك , فأخبره أنهم من الفرقة 14 مشاة , و تم قطع إجازتهم , لأمر طارئ في ظل تخوف من هجمة لكتائب ظل المؤتمر الوطني على القيادة العامة ….
و قد كان ياسر العطا متواجدا طوال الاسبوع في منطقة كولمبيا متفقد أحوال جنود الفرقة 14 مشاة , و قد أقرّ بذلك بنفسه في فيديو شهير يتهم فيه الثوار بإستفزاز قوات الدعم السريع , و شهد بذلك بعض الثوار الذين شاهدوه , وهو يتحرك في أوقات متأخرة من الليل , بينما كان العميد مضوي حسين قائد استخبارات الدعم السريع ينشط في ضخ المخدرات و الحشيش إلى منطقة كولمبيا , لجعلها منطقة ملتهبة , وهذا ملف سننشره أيضا متكاملا الأسبوع القادم بعنوان “عصابات داخل استخبارات الدعم السريع” و لأن الثوار لم يتمكنوا من فهم تشكيلة الصندوق التي شكّلتها قوات الدعم السريع و الفرقة 14 مشاة وبعض مرافيد الجيش الذين تم إحضارهم خصيصا للعملية , و بإعتراف ياسر العطا أنه كان المنسق لفض الإعتصام بتواجده هو و الكباشي و عثمان محمد حامد مدير هيئة العمليات بالدعم السريع, لتنسيق عملية الفض التي ستنطلق بعد ساعات و كانوا أخر من خرج من القيادة العامة ليلتها ” وفقا لأقوال العطا “, و ما ذكره بتفاجئهم بقوات أتت للمشاركة في عملية الفض , هي قوات كانت بقيادة المقدم خلا حمدان بركة الله …
وهي القوة التي إنضمت لقوة معسكر صالحة بقيادة العميد عثمان عوض الله , وعدد جنودها 650 بزي الشرطة الذي وفّره لهم مدير عام الشرطة عادل بشائر بتوجيهات من ياسر العطا…
و قوات معسكر شريان الشمال التي كان يقودها المتحدث بإسم الدعم السريع جمال جمعة , و قانص الثوار التشادي حبيب حريكة الملتحق بالدعم السريع و قائد المدفعية ..
أما بقية اسماء و الضباط الحقيقيين , و أماكن تصفية وإعتقال المفقودين إلى هذه اللحظة , نوجه رسالة لنبيل أديب بالإستماع إلينا , و الحصول على ما لدينا من أدلة و إفادات تدعم ما نقوله ….
على الأقل لإدانة و إعتقال الكاذبين من قادة المجلس العسكري و الدعم السريع , و كل من شارك في هذه المجزرة …
و أولهم ياسر العطا
الرجل الذي حرّك نصف القوات التي فضّت إعتصام القيادة العامة ….
و نحن واثقون مما نملك و نقول , ومسؤولين أمام الله و الناس أجمعين عن كل حرف كتبناه….

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …