‫الرئيسية‬ رأي الصراع الطبقي وحلم الانعتاق؟! كيف نبنيهو؟
رأي - ديسمبر 16, 2020

الصراع الطبقي وحلم الانعتاق؟! كيف نبنيهو؟

صديق فاروق الشيخ :

حرية سلام وعدالة: مدنية قرار الشعب.
هل يمكن تأسيس الدولة المدنية: بالالتفاف والاختطاف والاصطفاف؟ يالها من مترادفة فهل هي مصادفة؟

في تقديري أكبر خطأ نقع فيه حتى الآن، هو الاعتقاد بأن السلطة الحالية بشقيها العسكري أو المدني تمثل تطلعات المسحوقين واشواقهم التي وضعوها في الثورة السودانية؛ وواقع الحال يقول ان السلطة الحالية تعبر عن مشروع البرجوازية السودانية “النخبة” ومشروعها القائم على الترقيع الفوقي لحكمها وتوسيع القاعدة الاجتماعية للنظام المباد بهدف استبدال المشروع الاسلامي بآخر علماني ليبرالي دعنا نقول بوضوح [فقاعي]”مع الابقاء على إقتصاديات والتحالفات الاقليمية لنظام الانقاذ المباد: والدفاع عن مصالح الراسمالية في السودان (المحور) ووكلاءها المحليين، سواءً من العسكريين أو المدنيين. وخلق مزيد من التوطين لهذه المصالح عبر العملية السياسية المصحوبة بالسحق لغالبية السكان بسياسات التحرير الاقتصادي واخضاعهم لهذه المصالح.

الحوار والإخضاع:
يعلم الكثير من الرفاق أن “الجماهير تتعلم بتجربتها” لا برأي وبصيرة الشيوعيين او غيرهم فقط، وإن كنا كشيوعين نقدم ما استطعنا من تحليل وقدرات على التنظيم لدعم مشروع التغيير الجذري الذي ضبط الثوار بوصلتهم عليه، لكن واقع التمرحل في الثورة السودانية، يقول انه يتم التوصل لذات الاستنتاجات بفارق زمني وهذا ليس إطراءً علينا، لكن هذا الفارق الزمني تقصير منا في تحقيق التزامن المطلوب في عمليات التبصير ومناهجها.
ففي حين يضع الليبراليون العائدون بعد الثورة الصاعدون في اعمدة الرأي، عبارات مثل “العلاج بالكي”، و”الجراحة اللازمة” في افواه المسوقين، لتبرير السحق وكسب الزمن لمزيد من الاخضاع وتقسيم الكتلة الثورية بكل السبل، سرعان ما تتعلم جماهير شعبنا بوعيها الثوري أنه “كي بلا فائدة” ولا مردود ايجابي، لا سيما انه لا أثر منظور بشكل فوري أو لديه بريق في نهاية النفق، على الحياة اليومية (الموسم الزراعي نموذجاً). وان الحلول المزعومة هي متوهمة، لا سيما انه تم التوطئة لها بالاعلان عن عدم وجود برنامج للثوار وهو الافتراء الخبيث، “ليس لدى ق ح ت برنامج وسياسات اسعافية”، “أو ممارسة خبث وتشويه داخل البرنامج نفسه عبر المثقفين التخريبين “، “لم نستلم منهم برنامج”، “هنالك برنامج ولم نستلمه بصورة رسمية “، “لدينا ملاحظات فنية حول البرنامج” ، “البرنامج غير متفق حوله” ، “البرنامج لا يمكن تنفيذه فهو اوهام ايدولوجية”، “لدى الحكومة راي في البرنامج”، “لدينا برنامج فنحن التكنوقراط والاعلم” تصادف ان “البرنامج هو نفس برنامج الكيزان”، “تعرف يا ثائر: الكيزان ما كلهم كعبين”. {نقطة كذب جديد} ويصاحب هذا الخطاب الممنهج والمتدرج، عملية التوجه نحو تفريغ الشحنة الثورية من حماس الشباب وتحويلها الي عملية “NGOISATION OF RESISTANCE ” أُنظر محاولات تحويل لجان المقاومة لمنظمات خدمية “ليصطدم الثوار الذين اتوا مشبعين بإرث التعاونيات واشتراكية الثوار الفطرية في جمهورية الاعتصام، بإلغاء قانون التعاونيات من برنامج الثورة بحجة تطويره، وفي ظل ضغط الثوار تحدث استجابة طفيفة، لكن يتم تصوير “سلعتي هي الحل وهي التعاونيات”، وربما أكرر هنا أن الامريكان عرضوا على الشرسين في الصحافات ان يتم تمويل اللجان بشكل مباشر من المعونة الامريكية للقيام بمهام خدمية، هل فعلاً لا يعلم هؤلاء ان لجان المقاومة ليست NGO، أم انهم لا يعلمون ان بالسودان الالاف من المنظمات غير الحكومية ، لكنهم يريدون فعلاً افساد المقاومة وزراعة الاختلافات والتخوين في اجندة الثوار، كما يعتمد الليبراليون التبرير بضرورة الصبر والاخضاع بنشر خطاب: كيف تريدون اصلاح خراب ٣٠ عاماً في ليلة، ” يا ايها المتواطئ ضدنا نريد ان نرى سياسات بديلة ليس الا،… لا استمرار لسياساتهم”،.. ويجتر مقولة.” أن المردود لهذه السياسات هو عمل طويل الاجل” المضحك لفطنة الجماهير؛ حين تقول: اذا كنتم انتقاليون فلماذا تضعون سياسات تقتضي عشرات السنين، إن الجماهير لا زالت تترنح “عقب صدمتها” وخيبة أملنا في الخبير الاقتصادي الذي اتينا به من صفوف اليسار، ليعلن بيع من اتوا به، ويقدم البيعة للشاتهام هاوس وأجندة أصحاب المصلحة -حتى بعدما نصبناه رمزاً لمدنية الدولة-، ومن تحته بقية مؤسسات الليبرالية الحديثة، وتتلقف الجماهير بوعيها كروت الخطاب الليبرالي:
* تضليل ١) هذا او الانقلاب: يزعم الليبراليون هو خطاب الصبر ولان هنالك معركة خفية تدور مع الدولة العميقة.
* تضليل ٢) هذا او الردة [عودة الاسلاميين عبر الانقلابات] او تقوية نفوذ اللجنة الامنية عبر نقد وإضعاف الشق المدني.
* تضليل ٣) الامريكان الغرب والحفاظ على ماتم انجازه، يدرك الغربيون حقيقتين ١- “انها لم تسقط قط” لذلك يصرون على التعويض ودفع الغرامة. لكن هم ايضاً يدركون ٢- ان “الافيتار” التوأم المدني انجز على عجل البنية الفوقية للدولة الفقاعية والتشريعات المطلوبة التي تتيح السحق، وبالتأكيد هي منظومة القوانين والتعديلات القانونية المعزولة عن الجماهير وتتماهى شكلاً مع الحداثة لكن جوهرها السحق. فلا قانون ثوري للحكم المركزي ولا قانون يعبر عن ما توافقت عليه النقابات، ولا إلغاء لقانون مشروع على عثمان في مشروع الجزيرة ولا حتى قانون للتعاونيات، يهرع اليانكي في ذات زنقة لإلغاء المقاطعة “حمدلله ع السلامة” فالمقاطعة تفتح الطريق امام روسيا والصين، وتقفل الباب اما بوينج وجنرال اليكترك، ومن تبعهم من الطامحون ، اليانكي يعلم أن الراديكاليون سيطيحون بالافيتار اذا استمرت المقاطعة ويراهن الراسمال على بقاءه اذا الغيت.

وعندما تتصاعد دعوات المواكب تصدر القرارات وتكثر المؤتمرات، “قرارات مؤتمرات تقارير محاكمات اوكسجين يا منعشين، فالمواكب ابامكتين للطفيليين”، ربما تهبط لكن سرعان ما ستتوصل الجماهير أن الصراع هو صراع بين مشروعها للتغيير الجذري وبناء الدولة، ومشروع [اصحاب المصلحة] الذي اسماه حزبنا (مشروع الهبوط الناعم في ثوبه الجديد)و من يمثلونه من مصالح استغلالية، والحقيقة أن السمج فعلاً هو استمرار إختطاف المنابر من الثوار للبرغماتيين (اللا مبدئيين) للحديث بإسم الثورة والثورة كلها مبادئ.

نعم هو اختطاف فليس هنالك فرق بين الشركاء على معيشة المواطن فالهبوط الناعم إجهاض للثورة، وسفاح التسوية السرية بين النخبة والعسكر وبفعل فياغرا المحور: قد انجب توأم سيامي لا يمكن فصله وإن تشاكسا على [ثدي] خيرات السودان. وإن كنا كثوار نمقت بدلة الجنرال العسكرية UNIFORM ببداهتنا ، ونشكر حمدوك ببلاهتنا على سياسات رئيس الوزراء معتز صدمة. نعم هنالك تناقض بين الاثنين وتنافس على من يقدم الخدمة للراسمال هل هم أ) الليبراليون الذين اختطفوا قيادة (ق ح ت)، وبايعوا المحور، ويغبشون وعي الجماهير بترديد شعار الشيوعيون حرية سلام وعدالة ويفرغونه من محتواه الثوري والطبقي بينما، يعمقون سياسات الليبرالية الحديثة ويطبقون وصفة صندوق النقد وقبول كل املاءات البنك الدولي؟ بمعني أن الذي تم استبداله هو شعار الكيزان: “شعار هي لله” بشعار مؤتمرات الشيوعيين: “حرية سلام وعدالة”. أم هم ب) العسكريون الذي يتوقون لمحاكاة النموذج المصري في الحكم متجاهلين الفروقات بين القوات النظامية المصرية وضعف المدنيين هناك وقوة وإصرار الثوار وقدرتهم على الاستمرار هنا. و لايفوت علينا ذكر تناقض مصالح مصر والامارات “الوكلاء الخارجيون”، وبين مشروع التمليش ودولة المليشيات التي تريدها الامارات، وتمكين جنرالات الكيزان من السيطرة على المجتمع الثائر الذي يريده جنرالات مصر ، وكلاهما لايستحي فحين يؤي هولاء قوش يؤي اولئك عبدالغفار الشريف ، وبين الاثنين المواطن السعودي طه الحسين.
جميعهم لا يرمش ان يصدمنا وإن كان بالصدمة الامنية “فظاعة فض الاعتصام والعنف الذي صاحبه”، او “الصدمة الاقتصادية”، سياسات البدوي الدولي ومن بعده هبة جنجويد وخلفهم يشد خيوط التحرير حمدوك. إن التعويل على الصدمة من قبلهم ، أو على تصاعد حدة التناقض بينهم، وأنه سيحسم لصالح الطغمة كما يحلمون أو ينهار التضاد من نفسه لمصلحة الجماهير مسألة مضللة جداً، فالرهان على ان تصاعد التناقضات بين (الشركاء الغرماء) أو (الشركاء المتناغمين) سيقود لاسترضاء الجماهير وهم كبير وسوء في التقدير. المتوقع عقب التحولات الفوقية الامريكية أن ستكون لها تأثير على سياسة المحور بشكل مباشر، ولسوف يصبح من المعقد استمرار المكون العسكري في ممارسة القمع والعنف في مواجهة الجماهير واستمرار حصانة الاسلاميين المبطنة، وفي ظل وصول قيادات العمل المسلح و ادعاءها بانها اصبحت حاكمة والتي سيكون من المحرج لها استمرار العنف ضد من تدعي تمثيلهم من مهمشين ونازحين ومسحوقين، وهي ذات الممارسات التي لم تتخل عنها الاجهزة الامنية بحكم تركيبتها بعد الثورة وهي بالضرورة لم تحظي بتسليط الضوء اللازم بحجة ان هنالك ارث وايادي خفية بالداخل تقوم بهذا وتحركه. من الواضح انه سوف يتعقد وضع المكون العسكري في السلطة بعد انكشاف عدم نيتهم في التنازل عن الحكم وأن مجلس الشركاء واتفاق السلام يقتضي مواصلتهم في رئاسة الفترة الانتقالية، التي لن تنتقل الى اية مكان اذا استمر ديدنها هذا، بالاضافة الى الالتفاف على مطلب دمج الجيوش في جيش وطني واحد ذو عقيدة قومية. وفي ذات الوقت سيكون على المدنيين الليبرالين فرض مزيد من الزيادات المعيشية بوصف الزيادة في اسعار المحروقات والخبز كاسرع طريقة وأكسل إجراء لتقليل العجز، في ظل استمرار عدم القدرة على الاصلاح ورفض مخرجات المؤتمر الاقتصادي، وفي ظل استمرار السياسات القديمة، سيحاول كلا المكونين توظيف الموجة الثورية القادمة التي ستتجمع لينال مكاسب على توأمه، ولكن لا مصلحة للمسحوقين في صراع التوأم بين بعضهما، فالمعاناة ستستمر بحكم طبيعته انتماءهم وجنوحهم الطبقي، لذلك يتحتم على الاغلبية [الوعي] الطبقي وإدراك أن ما يوحد التوأمين الغريمين هنا هو الاصطفاف : “فالصفوف تمايزت” كما قال محترفي القتل، بمعنى ان ما يوحدهم هو اصطفافهم ضد التغيير إن شئت اسميناه الجذري وإن شئت الدقة: بالمقولة التي أكررها “الاصطفاف ما ليك الاصطفاف عليك يا مواطن”. لقد تنصلت القيادة الحالية لقحت عن كل السياسات البديلة والمواثيق بما فيها اعلان الحرية والتغيير نفسه، لا سيما في الحق في الحياة و الحكم الفيدرالي والنقابات وخدمات الصحة والتعليم وريادة القطاع العام الخ.
ولعل من سخرية المعلومات غير المعلومة ان المكون العسكري هو من لاذ وقام بالتراجع عن موضوع تسليم الشركات الامنية لهم بعد أن ادرك نية وتوجه شركاءهم الليبرالين الجدد هو خصخصة وتحويل ملكية هذه الشركات لبرجوازية الشاتهام هاوس “by default “، فهم الذين يملكون المال لشرائها أو شراء اسهمها وليست جماهير شعبنا في المهجر ولا تلك التي لا تملك قوت يومها، ولا عزاء لملايين المسحوقين وفوق كومتهم النازحين، ولا حتى المدهشين الصاعدين بسطح قطار الثورة، بالطبع لم يفعل الجنرالات هذا حماية للدولة ولكن بالضرورة هو خلاف على القسمة وهي جبال جليدية سرعان ما تذوب بينهم عندما يجدون صيغة السحق المناسبة والمرضية لمصالحهم ضد مصالح المغيبين عن هذا الصراع.

كيف نحفظ وحدة البلاد في ظل المشروع التفتيتي ودولة المليشيات؟ بكشف وفضح كل المصالح والارتباطات المحلية والاقليمية والعالمية، بالدعوة لاصلاح المنظومة الامنية الكيزانية والتي قامت على تكسير قوات الشعب المسلحة عبر خلق المليشيات من دفاع شعبي، امن القبائل ودوره في تكوين المليشيات القبلية وتسليح البعض ضد البعض، وقوات الجنجويد وتمرحلها نحو الدعم السريع المستقل عن الجيش وعقب انقلاب اللجنة الامنية تذويب الامنجية داخله لتعزيز الافلات والبعد عن المحاسبة، إن إصلاح الجيش هو عملية مدنية وليس عملية عسكرية يقوم بها المدنيون في المقام الاول نعم عملية مدنية محضة برفض الدور السياسي للعسكر، ورفض تمددهم في هياكل الدولة والكف عن استعمالهم لتحقيق مصالح نخب على غالب المجتمع وعلى رأسها الضغط على المؤسسة العسكرية السودانية،إن اصلاح الجيش يكون بدعم توجه الثوار نحو اسقاط جنرالات الدم عن قيادة الجيش السوداني ومحاسبتهم على الجرائم، وهي ايضاً مدنية بتبني الضغط على كل حاملي السلاح للخضوع للجماهير والعمل على بناء جيش سوداني موحد ومتحد تحت الاجندة الوطنية، ان اصلاح المنظومة الامنية لا يعني تفكيكها وتكسيرها وعداءها، بل تنقيتها من العناصر الاجرامية و الكيزانية، والاستعاضة عنهم بالعناصر الوطنية التي قاموا باستبعادها أي بعودة المفصولين الذين شاركوا في إنجاح الإعتصامات زعم لي احد العسكريين ان عدد المفصولين من القوات النظامية يفوق اعداد جيوش الحركات السودانية الحالية، ومن ثم يكون الاصلاح بواسطة العسكريين بدمج قوات الحركات المسلحة السودانية في جيش واحد يشرف على تأهيله وبناء عقيدته الوطنية المهنيين من المعروفين بمواقفهم وخلو صحائفهم من الفساد والجرائم والارهاب.
ان التسوية التي تسمح للعسكريين التمدد في شئون العلاقات الخارجية واعلان تبعيتهم لدول بعينها هي من اعلى مراحل انهيار منظومتنا الدفاعية تمهيداً لتقسيم بلادنا لاحزمة نهب تل مواردها وثرواتها من قبل الطامعين الذين يدعوهم ويستحضرهم بني جلدتنا المحليين، إن الذين يسورون قيادة الجيش بالاسلاك الشائكة خشية ان يعود الثوار للاعتصام ضد الجنرالات ويقفلون الكباري كلما هتفت المواكب جهراً بمطالبها بحجة تنظيم السير، نظموا زيارة عسكرية للصاهينة وود الفكي المدني، طفى النور فهل تسقط أم تصعد البراغماتية، ان استقلال قواتنا النظامية يكون بوقف تدخل منتسبيها في شئون ليبيا واليمن والالتزام بحماية الوطن، لا التعدي على الاخرين.
إن الاحتفاء بزوالنا من قوائم التصنيف بالارهاب، لا يكون بالاستجابة للابتزاز وبيع المواقف الدولية، ودفع تعويضات من زاد الكادحين. لكنه بالكشف عن المتورطين في الجرائم الدولية والعمليات الارهابية من منتسبي المنظومة الامنية ومحاسبتهم اذا ثبت تورطهم على ما اقترفوه ضد شعبنا وشعوب العالم الآمنين. ربما في المستقبل نحتاج الحد عبر للدستور من تطلعات وهوس الضباط بالرئاسه وتوعية الجنرالات ان الطريق لقيادة الدولة لا يكون عبر عبر الكلية الحربية بل المعترك السياسي ومخاطبة الجماهير.

تخطئ الذهنية الاستخباراتية ومن خلفها الدوائر في فهمنا وفهم ما يحدث في واقعنا على اننا موجة احتجاجات وغضب شعبي اطاحت بالبشير وستؤسس منظومة تبعية تدور حول المحور، ويمكن توظيفها لمصلحتهم عبر اية وجه للتوأم السيامي، تخطئ الذهنية الاستخباراتية بأننا مغبونون سنقوم بدك وتكسير المؤسسة العسكرية في الدولة السودانية تمهيداً لمسرح عبث المليشيات وتقسيم بلادنا الى دويلات، إن طبيعة صراع الثوار هو مع الجنرالات ومع المليشيات وهو من أجل اخضاع المنظومات المسلحة للدولة المدنية وبناءها وتقويتها عبر دمج جميع الجيوش السودانية، بالضرورة إن الدولة السودانية التي نريد بناءها ستكون دولة قوية. وفي هذا التوجه تقوية للمنظومات الامنية بجعلها مهنية وقومية، لا إثنية بطبيعة التركيبة القبلية للمليشيات وجيوش الحركات بل بتذويبها جميعا في جيش واحد يحمي الدستور يحمي الحق في الحياة للمواطنين.

“قفل واحتفل”، كيف نكسب زمننا ، “بالوعي وبالتنظيم سننتقل”؛ ليس بمواكب لجان مقاومة وحدها، بمعزل عن جماهير العاملين “الإضراب سلاح مجرب + العصيان سلاح مجرب”، استرداد النقابات والتنظيم في مناطق العمل الاجندة المشتركة مع البرجوازية الصغيرة هذه ثورة اجتماعية واقتصادية ومن ثم سياسية هي مستمرة وستستمر وموجاتها بإستمرار الازمة السودانية وتفاقمها ولن تتراجع الجماهير الا بتحقيق المكاسب. على الثوار التوجه للطبقة العاملة، ليس من باب التضامن فقط، وإنما يجب الدفع نحو تنظيم صفوف العمال في نقابات مستقلة تدافع عن المصالح الطبقية للعمال، يجب أن لا ننتظر صدور قانون أو إذن من السلطة لكي ننتظم وندافع عن مصالحنا وحقوقنا في مواجهة المحور ووكلاءه المحليون. علينا الدفع نحو إنشاء نقابات عمالية بقوة الجمعيات العمومية للعمال هو ضرورة قصوى، بالقوة النضالية و الكفاحية الكامنة في جماهير العمال في المصانع والشركات. لابد ان يتوجه الثوار نحو المزارعين الذي تفشلهم وتسحقهم الزراعة التعاقدية، وتحالف المزارعين ، وتفشلهم سياسات الواردات والصادرات الكيزانية. لابد ان يتقدم الثوار أهل المعسكرات من نازحين في الغرب ، ومهمشين في الشرق. لا بد ان يتراص عمال الميناء، والجنقو وركاب قطار عطبرة، والمطلبيين والمفصولين في طابور التنظيم

عندها سننتصر..وستسقط

إن الإسقاط بالنقاط هو اسقاط لسياسات!
اما الاسقاط بالاضرابات والمليونيات فهو البل أو قل هو الحل!

نقبل ما ننتزعه ونتقدم نحو التغيير الجذري!

وبعيداً عن المحور والطفيليين لابد أن يتثاقف الثوار في بلورة مشروعهم المعنون:

“قدام ”

القوات النظامية بمختلف مكوناتها هي جزء لا يتجزأ من الشعب، ستعمل وتنحاز مجبرة لشعبها كلما احكم قبضته على الحراك وعليها. ستنتصر الثورة بعد سقوط مشروع التسوية السياسي والاقتصادي القائم على استمرار مصادرة الحق في الحياة لأجل الدفاع عن مصالح الرأسمالية في السودان، سواء الرأسمالية الطفيلية السودانية أو الخارجيون.

إن تكشف الاوراق، مثله مثل سقوط قيادات و بروز القيادات فهو جزء من الثورة، الثورة مؤتمرات تخصصية الثورة برنامج وسياسات بديلة والثورة نقابة ولجنة حي.

سننتصر هكذا اخبرنا الشهداء من تحت الجسر،.. اقصد من تحت مياه النهر،…

تسقط لمن تظبط!

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …