‫الرئيسية‬ رأي هواء طلق .. لايمكن أن تكون معي وأنت تدعم قاتلي بذات الوقت!!
رأي - ديسمبر 26, 2020

هواء طلق .. لايمكن أن تكون معي وأنت تدعم قاتلي بذات الوقت!!

فتحي البحيري :

شئنا ام ابينا فان اشرس ردات فعل القوى القديمة ضد هذه الثورة المجيدة تجلت في مجزرة فض الاعتصام وفي الهجوم على دكتور اكرم ودكتور القراي – على اتفاق واختلاف في التفاصيل مع هذا وذاك – وفي “الزوغان” الكبير من الاتفاق مع الحلو وعبد الواحد… رغم انهما ظلا لا يريدان فنادقا ولا مناصبا ولا مالا !!
ينزعج البعض من مجرد محاولات الوصول إلى تعريفات واضحة وبسيطة لهذه القوى القديمة المعادية للثورة .. ويعتقد البعض أنه في قلب القوى الثورية الجديدة وهو جزء لا يتجزأ من تلك القوى القادمة حتى يتفاجأ بنفسه يرقص بآليتيه الاثنتين لمن قتلوا أولادنا وبناتنا في 3 يونيو 2019 ذلك اليوم الذي لن يمحي من الذاكرة.
وحتى لا “نكتر” الحديث بغير طائل فإن كنت ترى “خيرا” أو لا ترى “ضيرا” من وجود حميدتي بكل ما فيه من مواطن الخطأ والخلل في قمة السلطة وقلبها ولو ليوم واحد .. فأنت “قوى قديمة” وجزء لا يتجزأ من الآلة التي قتلت أبناءنا الذين لم يكن عبد السلام كشة أولهم ولن يكون بهاء الدين نوري آخرهم .. ولا ينفع أبدا أن تقول لنا أن وجود حميدتي في السلطة هو الترياق الوحيد الممكن ضد بقايا قوى الكيزان الباطشة والمتآمرة لأن جانبا ضخما من هذه البقايا محتم الآن داخل الدعم السريع ومن حوله ومتفيء من ظلال مزاياه المالية والسلطوية … وإن كنت ترى خيرا أو لا ترى ضيرا من وجود كباشي وبرهان وبقية الكيزان في قمة الجيش والسلطة فأنت أيضا “قوى قديمة”.
أحزاب مثل الأمة القومي والبعث بأنواعه وكل الاتحاديين تقريبا والمؤتمر السوداني هي الآن ضمن القوى القديمة طالما ظنت أن تحالفاتها مع حميدتي وبرهان وكباشي ” لا بأس بها ” ولا خزي ولا عار .. صحيح أن مجدا باذخا لا يمكن إنكاره بذله بعض جماهير هذه الأحزاب وحتى رموزها في مقاومة الانقاذ بمختلف الحقب إلا أن هؤلاء الأبطال الأماجد أسرفوا في حسن ظنهم في مصبات أحزابهم النهائية و”دركسوناتها” التي لا علاقة لها بما قدموا من تضحيات ودماء .
خلاصة القول أن هذه الثورة المجيدة الظافرة لها أئمة ورموز … ولا يمكن أن تكون جزءا أبدا من هذه الثورة وأنت تتحالف أو تتحايث مع من قتلوا هؤلاء الائمة الرموز .. رضوان الله عليهم .. وخلاصة القول أن هذه الثورة المجيدة الظافرة لها مقاييس ومعايير .. ولا يمكن أبدا أن تكون جزءا من هذه الثورة وأنت تفارق هذه المقاييس والمعايير بسلوكك السياسي فراق الطريفي لجمله .. من هذه المقاييس والمعايير .. حرمة الدم الانساني والحق في الحياة والمساواة أمام القانون وسيادة حكم القانون وعدم الإفلات السلطوي من العقاب .. وخلاصة القول أن هذه الثورة المجيدة الظافرة لها جماهير وحراس وتروس ولا يمكن أن تكون جزءا من هذه الثورة وأنت تضمر الغدر والخيانة والمزيد منهما لهذه الجماهير وهؤلاء الحراس والتروس ولا تمحصهم النصح والشفافية والانتماء.
ندري أن هذا الخط الفاصل قاس على كثيرين ممن يتابعون المشهد ويشاركون فيه .. لكنها الحقيقة الحامضة للأسف … لا يمكن أن تكون معي .. وأنت في صف قاتلي وفي عونه ودعمه بذات الوقت.. أليس كذلك ؟؟
إن كل ما يحدث الآن ضد التصعيد الثوري المبارك المتراكم المتصاعد ليس سوى آخر فرفرات القوى القديمة المعادية للثورة والتي يجب أن تعرف نفسها بسيمائها ويعرفها الثوار والجماهير ويبطلوا كل مؤامراتها وخططها وفرفراتها.

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …