
قبل خروج الاوضاع عن السيطرة “تماماً”
أنور سليمان :
فيما تواجه البلاد ازمات كقطع الليل المظلم نطالع تصريح لاحد قادة احزاب “الحاضنة” و مرشحها لشغل منصب وزير الخارجية (و يبدو ان إعلان الحكومة الجديدة لن يصدر إلا بعد الا يتبقي من البلاد شئ غير الخارجية) و هو السيد عمر الدقير ناصحاً لحكومته بمصارحة الشعب!
تصارح الشعب بأي شئ؟ و الحال مكشوف! هذا هو كل ما فتح الله به علي رئيس حزب المؤتمر “السوداني”!؟
و لماذا لا تصارحه احزاب قحت مجتمعة؟ أو نداء السودان منفردة؟!
لقد بددت حكومة قحت اعظم اجماع توفر لحكومة في تاريخ السودان، و انخفض رصيد شعبيتها و ثقة الناس فيها حد التلاشي، و حالياً تواجه تذمر من مجموعات متفرقة أغلبهم صبيان و اطفال صغار تحركها “اطراف مجهولة” يتعمدون اغلاق الشوارع (قطع الطرق) و دون مطالب واضحة و دون سقف سياسي محدد و مع ذلك تقف الحاضنة و حكومتها عاجزتين تماماً عن امتصاص هذا التذمر و الامتعاض الذي لم يصل بعد مستوي الغضب (و ان لم يكن مستبعداً ان يصله قريباً، و حينها اشك في ان تصمد لساعات)!
ان حكومة تعجز عن التعامل مع مستصغر الشرر لن تقوي علي مجابهة النار المستعرة!
امام الحكومة و حاضنتها فرصة ضئيلة لاستثمار ما تبقي من رصيد شعبيتها و الامساك بزمام الامور و استعادة ثقة الشعب فيها و بناء قنوات تواصل فعالة من القمة الي القاعدة..
ان نجحت في ذلك فانها تجنب نفسها مزبلة التاريخ و تجنب البلاد مطبات هي في غني عنها، و أن فشلت فلن تقوم لاحزابها قائمة.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …