
الجنرال حميدتي باجنحة (قطرية)
بشرى احمد علي :
اشتهر المخلوع البشير بالعب فوق الحبال وتغيير المواقف حسب الظرف السياسي، فهو تارةً مع إيران وتارةً مع العراق ويطوف بين العواصم ليجدد العهد ويبحث عن المصالح..
لم تكن تصريحات قائد الدعم السريع حول منع طائرة وزير الخارجية القطري من الهبوط في مطار الخرطوم بالتصرف الدبلوماسي الرشيد، ولكن تلك التصريحات أتت اُكلها في أوان الازمة الخليجية..
وهكذا استعاد الجنرال حميدتي صفة البشير وهو يضرب شتى العواصم، فهو الان يواجه رفضاً في الشارع بسبب بيوت التعذيب والاشباح التي تديرها قواته، وهو يواجه أيضاً أزمة موارد بعد أن طمرت المصالحة الخليجية بئر النفط التي تؤمن له دفع المرتبات، في الاسبوع تململ خمسة الاف جندي من قوات الدعم بسبب تأخر دفع المرتبات ، ولكن الجنرال حميدتي احتوي تلك الازمة بعد الإقتراض من وزارة المالية ومنع النشر في تلك الحادثة والتي تُعتبر تطوراً يضفي المزيد من القلق على مستقبل هذه القوات…
الجنرال حميدتي حرق أوراقه مع القطريين عندما منع طائرته من الهبوط،، وهو الآن يحط رحاله في بلدهم ويسلمهم مفاتيح أزمة الصراع مع إثيوبيا، وقد اختطف ملفات وزارة الخارجية وقاد الوفد الوزاري بنفسه مما ينبئ ان المستقبل يخبئ الكثير للجنرال حميدتي من كم التحالفات ومن نوعية الملفات التي اختطفها من المكون المدني ، فهو سوف يبتز بتلك الزيارة محور السعودية والإمارات بعد أن يعرض بندقيته للعمل تحت راية حركة الوفاق الليبية في طرابلس، ولن يكون المصريين سعداء بهذا التحول الخطير وسعي حميدتي لاقحام القطريين في أزمة سد النهضة والتي تعتبرها امناً قومياً، ولا تخفي قطر دعمها لاثيوبيا طالما ان ذلك سوف يضعف من ورقة الرئيس السيسي ..
اما قواعد الاخوان في قطر وتركيا فقد قابلت هذه الزيارة بارتياح بالغ وربما تكون هي التي شجعته للمجئ لقطر بعد أن رأت مراكبه قد ضلت مراسيها في الشواطئ اليمنية، وربما يكون فارق السعر كبيراً هذه المرة لان قطر تحتاج لبندقية حميدتي لحسم الصراع في ليبيا وقلب موازين القوى في ليبيا لصالح حركة حكومة الوفاق، وفي داخل السودان سوف يؤمن الجنرال حميدتي عودة آمنة لعناصر الاخوان السودانية التي فرت لقطر وتركيا تحت مظلة المصالحة الوطنية مع الإسلاميين والتي كانت جزءاً من مشروع حركة العدل والمساواة ، فالدكتور جبريل هو عراب ذوبان جبل الجليد في ملف العلاقات بين قطر وحميدتي وهو الذي نظم هذه الزيارة وشجع الطرفين على الحوار وطي ملف الخلافات ..
وبذلك لن ينعم الشعب السوداني باستراحة قصيرة بعد أن لجأ الوحش بعد خروجه من اليمن لتركيب أجنحة اخوانية تمكنه من التحليق في فضاء أرحب .. فالجمع بين الجهوية والايدلوجية سوف يحطم آمال التحول للحكم المدني..
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …