الي إبراهيم الشيخ وخالد عمر

فاروق عثمان :

في البدء كامل التضامن معكم في هذا الامتحان العسير والمهمة القاسية، في أصعب واحلك وادق لحظات يمر بها الوطن منذ نشأته الحديثة، وأن التصدي وقبول تحدي المشاركة في هذا المعترك القاسي، يتطلب ثقة بالنفس عالية، وشجاعة كبيرة، وقبلها حب للوطن في مدي اطلاقه الرحيب.
إن هذه الثورة العظيمة التي انجزها أبناء وبنات هذا الشعب، قطعا تمثل لحظة فارقة في سرمد تاريخنا الطويل، وتحقيق كمال انتصارها، وتنفيذ شعاراتها في الحرية والعدالة والسلام والعيش الكريم، يتطلب صبر وجلد وصدق وحب للوطن.
لا يخفى عليكم الجو المحتقن الذي يعيشه المسرح السياسي، من حملات التجريم والتشكيك في الوطنية والذمم النضالية، وما يفرزه هذا الجو من اشاعات وحملات اغتيال وتخوين وتشكيك، كل من منطلقه، سوا كان نتيجة لقلة النضج السياسي او عوارا وطنيا، او الغيرة الحزبية او حسدا شخصيا أجوف.
لا يفوت عليكم النواقص الكبيرة في اساسات اكتمال الثورة من محاسبة أساطين النظام السابق لما اقترفوه من جرائم ومن نهب لمقدرات هذا الوطن وشعبه، وما يمارسوه الآن من عرقلة وتثبيط للثورة في كل المجالات وبكافة الوسائل، حلما متوهما منهم انهم راجعون مجددا ، وهذا نتيجة عدم الحسم والتراخي معهم و في تفكيك تروسهم الصدئية التي ما زالت تعج بها الوزارات ومفاصل الخدمة المدنية والامنية.
كما أن الضائقة الاقتصادية التي يمر بها المواطن يجب أن تكون من أولى أولويات برنامجكم الوزاري، فقد صبر هذا الشعب لعام ونصف كما لم يصبر طول تاريخه، لا لشي إلا أيمانا صمديا بثورته وصبرا عليها وحفاظا عليها .
إن إكمال السلام العادل والمستدام هو الضامن الرئيس لاستقرار الفترة الانتقالية وانصرافها الي برامجها التنموية والإصلاحية كافة وصولا الي نظام حكم ديمقراطي حقيقي ومستقر ومستدام.
إن كثير من العراقل ستواجهكم حتما في هذا الطريق ، ليس بداية بمحاولات اغتيال الشخصية والمحاربة، ولكن يشفع لكم تاريخكم النضالي الناصع، انكم ناضلتم نضال الشجعان البواسل ومن داخل الوطن، جربتم معتقلات القهر وزنازين الاضهاد وتحملتم الكثير في جلد وصبر وكبرياء، حبا لهذا الوطن وايمانا صادقا بمبادئكم. لن يزايد عليكم مزايد في هذا إلا كاذب أو ضليل.
ختاما كل الامنيات لكم بخدمة هذا الوطن والوصول به وبنا إلي شطآن الحرية والعدالة والسلام والعيش الكريم.