آخر الأخبار - أبريل 24, 2022

سكة ضياع …

الطيب عبد الماجد:

مسلسل ( سكة ضياع ) محاولة درامية يجب التوقف عندها ودعمها بغض النظر عن أوجه القصور التي شابت العمل …

لكن يجب النظر الي العلامات الإيجابية في هذا العرض ونكون مكابرين إذا توقعنا ميلاد عمل درامي مكتمل الأركان في هذه المعادلة الصفرية لمقومات الدراما في السودان …..!!

السؤال لماذا وجد المسلسل حظه من المتابعة ..!!؟؟

لأنه تحدث جهراً عن بعض المسكوت عنه ولأنه قدم لآخرين عالم ( أسفل المدينة ) الذي يسمعوا به ولا يروه …!!

في تقديري ان النص الدرامي جاذب من حيث المحتوي
والفكرة وبالتأكيد يفتقد إلى سيناريو وحوار محكم
وقد ترك أحيانا الباب لكثير من الارتجال من قبل الممثلين
وبعضهم أصحاب تجارب لاتذكر ولكن ذلك شكل أيضاً عنصر إضافة في بعض الحالات لمتلقي يريد رؤية وجوه جديدة

هناك أدوار تفوقت على نفسها مثل ( هاني كابوس ) في دور ( أبو الدبش ) لأن الممثل تقمص الشخصية لدرجه الإقناع….
واستخدم لغة تجد حظها من الاستماع خاصة في أوساط الشباب فكان اداؤه سلس رغم تعرجات الدور

تحرر المسلسل من قيود الرقابه ومقصات الرقيب
فتجاوز أحيانا بعض الحدود …..
وان كنت ضد الرقابة بمعناها الاصطلاحي ومع
تحمل الفريق العامل المسؤوليه بعدم ملامسة السقف
المحظور ….!!

لانه حتى لو أراد العمل الدرامي الإمعان في الواقعيه
فالوسائط لديها محاذير وليست ( مطلوقة ) كدا على عواهنها هناك طرق للإشارة الى ذلك دون التبني المباشر
باعتبار الشرائح التي تتابع العمل وليس كل ما يعرف يقال
ولست مجبر لنقل وقائع كما هي …فأنت تدخل بيوت كل الناس وهناك سقف …

يؤخذ هنا جوانب إيجابية في أن العمل الدرامي حاول أن يقدم جرعات توعويه من خلال ( عبادي ) ضحية المجتمع والظروف و الذي استطاع ( أحمد الجقر ) ان يدخل به بوابة الدراما ….!!

و ( الجقر ) في تقديري شخص مجتهد يحاول ان يقدم نفسه عبر محاور فنية مختلفة غناء وتقديم والان تمثيل …
وهي محاولات تجد التقدير بشرط ان يركز على هو الان على ما يجد هو نفسه فيه ….ومسألة التواجد في قوالب فنيه مختلفة ليست ببدعة فقد سبقه اخرون بخوض تجربة التمثيل والغناء والتقديم البرامجي معاً وفي النهايه فهو شجاع وموهوب وقد تابعت حجم الإنتقاد الذي وجه له في فترات سابقة لكنه تقدم في ثقة يحسد عليها …!!

هناك أكثر من وجه قدمه المسلسل يبشر بموهبه
تمثيلية

( مفاز ) أكدت موهبتها العاليه في هذا العمل وجسدت الدور بتلقائيه ومعرفة …!!

و ( رؤي نعيم سعد ) مثل ( الجقر ) تسير في مسارات مختلفة وقد استطاعت بحداثة تجربتها وسنها ان تشكل حضور يحتاج الي الدعم والصقل فالبنت يبدو أن لديها ما تقوله إلا غالبا الكلام وقطعا هي موهوبه وتمتلك جينات
خاصة وان لديها مرجعيه معتبره في البيت ممثلة في والدها المبدع محمد نعيم سعد فهي تحتاج الي توجيه مسار …

حتى من قامت بدور ( رشا ) رغم حداثة تجربتها كانت مقنعة

المسلسل حرك ساكن في بحر الدراما الراكد
وقدم تجربة صحيح أنها تفتقد للإمكانيات الفنيه العاليه
لكن بقدر ماهو متاح استطاع العمل استقطاب متابعين
وبكميات كبيره بعد انقطاع عن متابعة مسلسل سوداني بكثافة وهو في حد ذاته نجاح …

لانود الخوض في السلبيات وهي موجودة وكثيرة بالطبع
فنحن نريد دعم التجربه عشان تتحسن في المستقبل
مخرج العمل ( هيثم ) تفوق على الظروف بتقديم
مسلسل حظي بالاهتمام ….والسيناريو والحوار كان يجب ان يكون اكثر صرامة من حيث الالتزام به

ومنتج العمل كان جريئاً في الاستثمار والصيد في
بحيرة جافة تواجهها كثير من التحديات والقيود …..!!

عمل درامي يقدم في هذه الظروف التي يعيشها
السودان ويحظى بمتابعة وإشادة من المتلقي هو في حد ذاته إنجاز …!!

إذا تحدثت عن السلبيات وركاكة الحوار أحيانا
والثغرات الفنيه سنفسد دقة الهدف في التشجيع والمؤازرة وهي موجودة بالطبع في المسلسل
لكننا سنغض الطرف عنها بحثاً عن الأفضل وتشجيعاً للتجربة ..

تحياتي وتقديري لكل الفريق العامل في هذا المسلسل
والسكة لسا مدوره …..!!

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …